آخر الأخبارتربويةوطنية

المغرب يواصل “انسلاخه” من التبعية اللغوية لفرنسا ويلجأ إلى الإنجليزية

الانتفاضة

يواصل المغرب مساعيه نحو تعميم تعليم اللغة الإنجليزية في مراحل تدريسية متقدمة في المؤسسات التعليمية المغربية بدل الاعتماد فقط على الفرنسية كلغة ثانية إلى جانب اللغة العربية الرئيسية، حيث قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، أول أمس الخميس، بمراسلة مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بخصوص توسيع تدريس اللغة الإنجليزية في التعليم الإعدادي اعتبارا من الموسم الدراسي القادم 2023 – 2024.

وحسب المذكرة التي وجهها بنموسى إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في جميع المناطق الإدارية الـ12، أنه تم اتخاذ قرار توسيع تدريس اللغة الإنجليزية في التعليم الإعدادي استنادا إلى الأهمية التي تحظى بها اللغة الإنجليزية في المجتمع ودورها الوظيفي، بالإضافة إلى الفرص المستقبلية التي تفتحها أمام الشباب في مجالات المعرفة والعلم والتكنولوجيا والاتصال والتواصل الثقافي والحضاري وغيرها.

ويأتي هذا القرار الوزاري، على بُعد أسابيع من إعلان وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن مشروع إطلاق نشرات إخبارية باللغة الإنجلزية على القنوات العمومية الرسمية، لأول مرة في تاريخ القطب الإعلامي العمومي المغربي، وذلك، حسب بنسعيد، بهدف تعزيز الدبلوماسية المغربية على الصعيد العالمي.

وتتزامن هذه الخطوات المغربية نحو توسيع رقعة اللغة الإنجليزية في البلاد، مع الأزمة الديبلوماسية مع فرنسا التي تقترب على السنتين دون أي ملامح لاقتراب نهاية هذه الأزمة، التي تتعدد أسبابها بين اتهام فرنسا للمغرب بالتجسس باستخدام برنامج بيغاسوس، وبين رفض الرباط لتردد فرنسا في إعلان دعمها للمغرب في قضية الصحراء مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كان قد أقرّ في نونبر 2022 خلال لقاء إعلامي على هامش القمة الفرانكفونية التي احتضنتها جزيرة جربة شرقي تونس، بأن استعمال اللغة الفرنسية قد تراجع بالفعل في دول المغرب العربي، مقارنة بما كان عليه الوضع منذ عقدين أو 3 عقود.

وأرجع الرئيس الفرنسي، هذا التراجع إلى أسباب منها سياسية، ومنها ما قال بوجود رغبة في استعمال لغات أخرى، خاصة في ظل وجود “لغة إنجليزية سهلة الاستعمال”، لكنه شدد على ضرورة استعادة مكانة اللغة الفرنسية واقترح برنامجا لتعزيز استعادة استعمال اللغة الفرنسية في دول المغرب العربي وإفريقيا عبر برامج التعليم والثقافة والرياضة وشبكة تعليم الفرنسية في العالم.

ووفق بيانات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن عدد المتحدثين بالفرنسية يناهز 321 مليون شخص في العالم ما يجعلها في المرتبة الخامسة بين اللغات الأكثر انتشارا، وحسب ماكرون فإن اللغة الفرنسية تتمدد في بعض البلدان الفرانكفونية، لكن في بلدان المغربي العربي يُسجل تراجع لهذه اللغة.

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى