عشت في اليومين الماضيين تجربتين مختلفتين، لكنهما تشيران معا إلى دلالة واحدة وتؤكدناها، ومقتضاها أن المرأة المغربية هي مستقبل المغرب، ومن الواجب الرهان على العنصر النسوي في اي برنامج تنموي.
التجربة الأولى، هي زيارة المصحة الدولية بمراكش التي يديرها باقتدار أكيد الأستاذ الدكتور فهد الشعرا والتجربة الثانية، مواكبة الإعلان عن نتائج امتحان البكالوريا.
ففي التجربة الأولى، المرتبطة بزيارة المصحة الدولية بمراكش قصد إجراء بعض الفحوص الدورية أثار انتباهي التنظيم المحكم لهذه المصحة وطريقة اشتغالها المتميزة؛ وضمن هذا الاشتغال، يلفت الانتباه حضور العنصر النسوي بقوة وتحمله للمسؤولية في مختلف مرافق المصحة ومستوياتها. النساء في هذه المصحة يشتغلون مثل خلية نحل، ويعلمون تحت طائلة الوعي العميق بالمسؤولية الملقاة على عاتقهن، وهي مسؤولية جليلة طالما تتعلق بحياة الناس؛ ولهذا، لا يسعني من هذا المنبر الاجتماعي إلا أن أحيي جميع النساء العاملات بمختلف مرافق المصحة الدولية بمراكش، ومن خلالهن جميع النساء المغربيات اللواتي تعملان باجتهاد ومسؤولية في مختلف القطاعات العامة والخاصة؛
وحين متابعة الإعلان عن نتائج البكالوريا، يبدو لافتا للانتباه تفوق العنصر النسوي في هذه الامتحانات؛ إذ إن الفتيات تشكلت نسبة عالية ضمن مجموع المتفوقين؛ ثم إن المتفوقات من الفتيات حصدت أعلى المعدلات التي تشرفهن وتشرف عائلاتهن وتشكل مفخرة لهذا الوطن الذي نحبه ونغار عليه؛ وضمن محبة وطننا، نحب نساء هذا الوطن ونعتبرهن مستقبله. مستقبل المغرب في أيدي نسائه، ومن الملائم إدراك هذه المسألة واستحضارها عند الرغبة في تشييد أي نموذج تنموي.
مجددا، تحية لجميع النساء والعاملات بالمصحة الدولية بمراكش؛ وتهانينا العميقة والعالية لكافة بناتنا المتفوقات في اجتياز امتحان البكالوريا.
التعليقات مغلقة.