موريتانيون يرفضون الصلاة خلف إمام مسجد شارك بمسلسل

لم يكن فقيه موريتاني يتوقع أن تتسبب مشاركته في مسلسل فني في انفضاض الناس من حوله، ورفضهم الصلاة خلفه، رغم أنه يدرك أن الفن منبوذ في المجتمع الموريتاني.

وفي كل يوم، ينظر الإمام خلفه عند الاستعداد للصلاة لحث المصلين على رص الصفوف، فيكتشف أن أعداد المصلين أقل في كل يوم، والوجوه التي اعتادت الوقوف خلفه غابت نهائياً عن المسجد الذي أصبح مقراً للمحتجين على مشاركة فقيه ديني في مسلسل درامي، ويسعون إلى عزله من الإمامة بداعي أن التمثيل مناف للورع والدين.

ويحاول الامام، عبثاً استصدار فتوى من رجال الدين المعروفين لتدعم موقفه، ومن أجل المحافظة على مركزه يمضي الإمام وقته في محاججة الرافضين له الذين يحثون الناس على هجر المسجد.

ويقول “قبل كل صلاة أدخل في جدال مع الذين يرفضون الصلاة خلفي، ويزجرون كل من يدخل المسجد، ويهم بالصلاة خلفي، ومنهم من يتهموني بالزندقة والكفر، وبعضهم يقتنع حين أشرح له موقفي وهدفي من التمثيل”.

ويشير الإمام إلى أنه مقتنع أن دوره في المسلسل لا ينافي الدين والأخلاق، بل هو وسيلة لتوجيه المجتمع، وتنبيهه عن خطورة انتشار الزواج السري. ويضيف “شاركت في مسلسل اجتماعي عنوانه “بنت الناس” يعالج قضية الزواج السري، وأديت شخصية رجل دين يتزوج سرا عدة مرات، ويرفض الاعتراف بابنته من إحدى هذه الزيجات”.

ويعد هذا الإمام أول رجل دين يشارك في مسلسل درامي بموريتانيا، وناقش المسلسل انتشار الزواج السري في المجتمع وخطورته على اختلاط الأنساب، وتشجيع بعض رجال الدين له، مما منحه غطاء شرعياً استغله الكثيرون في عقد زيجات سرية مؤقتة.

التعليقات مغلقة.