شهدت مدينة العطاوية في الآونة الأخيرة كثافة سكانية تسري في ثراب جهاتها الأربعة كالنار في الهشيم.وهذا دليل على الرعاية والتعاون الذي يحضى به المنعشون العقاريون في تبسيط المساطر القانونية من طرف المجلس البلدي التي تُعنى بتجزئة الأراضي. فتنافس المتنافسون وأضحت المدينة المستفيد الأكبر من توسع عمراني يلحظه الزائر من أول وهلة.
ولكن رغم كل هذا لازالت تفتقر لبعض المرافق الاجتماعية الضرورية أو عدم تفعيلها اذا كانت موجودة أو هي سجينة تصاميم موقوفة التنفيذ. فدار الشباب لا في مقرها الأول ولا في الثاني لا تف بالغرض المطلوب لا على مستوى قيمة المدينة حضاريا ولا على مستوى فضاءها الذي لا يستوفي شروط استيعاب نشاطات الناشئة الطموحة، وقد أراد المجلس البلدي الحالي أن يصلح ما أفسدته المجالس السالفة في حق الشباب فنقل دار الشباب من بناية مترهلة عاشت التهميش مع المجالس السالفة القروية منها والحضارية الى بناية تقبع وسط المستودع البلدي تحيط بها مقبرة من الخرداوات الغير صالحة للاستعمال والمحجوزات، والغريب في الأمر هو أن هذه البناية لا تفتح أبوابها بنظام التوقيت الاداري الذي تنتمي اليه ولا من رقيب، وعندما تسأل عن موظف الشبيبة والرياضة الذي يدير هذه البناية يجيبك حارس المستودع أنه لا يمكنك أن تلتقيه الا يوم الأحد صباحا…فهل يا ترى هناك ادارة مغربية تضل أبوابها موصدة طيلة الأسبوع..؟
ثم نقف على طامة كبرى وهي عدم وجود دار للثقافة أو عدم تفعيلها اذا كانت هناك إشاعة يسمونها ملحق ثقافي. فكل هذا يعتبر استخفاف بقيمة هذه المدينة التي مر على ترقيتها من درجة جماعة قروية الى درجة جماعة حضارية قرابة ثلاثة عقود من الزمن ويعتبر كذلك تقليل من شأن مثقفيها ومبدعيها الذين ما فتئوا يتزايدون كلما رغبت في اكتشافهم. ففي مدينة العطاوية، الباحث والشاعر والزجال والروائي والقاص.
ومن الملاحظ كذلك الغياب التام للمشاريع الثقافية والاهتمام بها وبتأسيس الجمعيات التي تُعنى بالمجال والنادر لا اعتبار له مقارنة مع الجمعيات التنموية التي يتخد البعض من عملها الجمعوي الذي هو تطوعي في الأصل الى نشاط وظيفي اضافي لدعم دخلهم( الا من رحم ربك…)
كلها عوامل جعلت بعض المثقفين الغيورين يستاءون من الوضع ويتساءلون موجهين أسئلتهم الى القائمين على شؤون هذه المدينة والقابضين بناصيتها…ألا تعلمون أن سفارة الثقافة أجل وأعظم وأنجع من سفارة السياسة وأن اهتمام شعب ما بثقافته يحجز له تذكرة درجة ممتازة في قطار التنمية والتقدم والرقي…
عمر نفيسي
التعليقات مغلقة.