التهامي الكلاوي سجن كولونيلا بسبب غصن شجرة

تبعا لمقال السيد سعيد الريحاني في موضوع “السلطان الأسود” الحاج التهامي لكلاوي، والباشا الشهير لمدينة مراكش زمن الحماية، اريد أن أضيف وأوضح، أن الباشا كان رجلا بالمعنى الصحيح في الهيئة والقامة، مستقيما وموزونا، ذا ثقافة عامة ومتكاملة، في الأديان، والسياسة والتاريخ والاقتصاد والقانون، حتى أن المقيمين العامين الذين حكموا المغرب كانوا ينبهرون لمجالس شخصه المهيب، يتلذذون بحديثه المراكشي الشيق المزخرف بأجمل المعاني وأنجح النعليمات التي كانت تطبق بالحرف والصرامة في صالح البلاد والعباد.

كان الباشا لكلاوي وطنيا غيورا يحب العلم والعرفان، حيث كان يستقبل بدون سابق ميعاد، مجموعة الطلبة المتفوقين آنذاك بمنزله الشخصي منهم، امحمد بوستة، ويوسف بلعباس، وعبد الخالق الطريس وآخرون، يزوردهم بمعلومات ثمينة، وإرشادات هادفة، ويعينهم ماديا بدون حساب، كما كان ينصحهم في كل مرة بأن يتعمقوا في العلم والمعرفة، وألا يتسرعوا في الطلب أو المطالبة بأشياء قبل أجل استحقاقها، وأن يتجنبوا دعاوى مطالب النتهازية والاستغلال.

كان باشا مدينة مراكش رجلا متدينا إلى أقصى حد، حافظا للقرآن، عارفا بالحديث، مطلعا بباقي الأديان، عادلا لايفرق بين عربي ولا عجمي، لا غني ولا فقير، لاحاكم ولا محكوم، بحيث حكى لي أحد سائقيه أن عسكريا فرنسيا برتية “كولونيل” كان مارا بالشارع على متن فرسه، فحدث أن نثر غصن شجرة، فلم تمض ساعة حتى كان “الكولونيل” بميدالياته داخل سجن الباشا.

وللذين يشكون فيما أكتبه، فما عليهم مشكورين، غلا أن يتوجهوا بالسؤال إلى أهل مراكش، عن الباشا الحاج التهامي لكلاوي المزواري، السلطان الأسود، أمير الأطلس.

عبد الحق حاير

التعليقات مغلقة.