يوم ثالث من الغارات الجوية الدامية على أحياء المعارضة في حلب


قتل 18 شخصا يومه الثلاثاء في غارات جوية جديدة نفذها الجيش السوري على مدينة حلب في شمال سوريا, في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي ضد الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

في لبنان, استهدف مركز لحزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب القوات النظامية بانفجار سيارة مفخخة اوقع قتلى وجرحى, بحسب مصدر امني.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم ان 15 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة قتلوا في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار” في شرق حلب.
وكان المرصد افاد عن مقتل 13 شخصا في حصيلة اولية.
كما قتل ثلاثة اشخاص في قصف الطيران الحربي على حي المعادي, وتعرض حيا القاطرجي وضهرة عواد كذلك لقصف جوي. وتقع هذه الاحياء في الجهة الشرقية من مدينة حلب.
وقتل عشرون شخصا يوم امس الاثنين في قصف “بالبراميل المتفجرة” القتها طائرات على حيين آخرين في المدينة, بحسب المرصد, وهم 12 بينهم اربعة اطفال في حي الانذارات, وثمانية رجال في حي الانصاري. ويقع الحيان كذلك في شرق المدينة.
وكان 76 شخصا بينهم 28 طفلا قتلوا يوم الاحد الماضي في قصف “بالبراميل المتفجرة” نفذته القوات النظامية على ستة احياء في حلب على الاقل, في حصيلة هي من الاكثر دموية لقصف جوي منذ لجوء النظام الى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهرا, بحسب المرصد.
وحلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا, بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ 33 شهرا في البلاد. الا انها تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية. ويتقاسم نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على احيائها. 
وتقع غالبية مناطق سيطرة المعارضين في شرق حلب, في حين يسيطر النظام اجمالا على الاحياء الغربية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “ثمة تصعيدا واضحا في استهداف المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في حلب, وهدفه على ما يبدو خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق”.
واضاف “عادة ما يكون القصف المتكرر ناتجا عن نية النظام التقدم”, لاسيما ان غالبية الاحياء المستهدفة تقع “على تماس” مع مناطق يتواجد فيها النظام.
وحقق النظام في الاشهر الماضية تقدما في ريف حلب, لا سيما باستعادته مدينة السفيرة الاستراتيجية جنوب شرق حلب اواخر اكتوبر الماضي, وسيطرته على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي (جنوب شرق) الذي لا يزال متوقفا عن العمل منذ نحو سنة بسبب المعارك.
ومع استمرار النزاع الذي اودى بأكثر من 126 الف شخص, اكدت الامم المتحدة رسميا اليوم ان المؤتمر الدولي الهادف للتوصل الى حل للنزاع, والذي اصطلح على تسميته “جنيف 2”, سيعقد في بلدة مونترو السويسرية.
وقالت خولة مطر الناطقة باسم الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ان المؤتمر “سيعقد في مونترو لاسباب لوجستية”, وذلك بسبب اشغال الفنادق في جنيف خلال فترة عقد المؤتمر المحدد في 22 يناير المقبل.
واضافت ان اعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك “على ان تستأنف في 24 يناير في قصر الامم (مقر الامم المتحدة) في جنيف”, حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاء ثنائيا لبدء مفاوضات السلام في حضور الابراهيمي.
ولا يزال النظام والمعارضة على خلاف عميق حول المؤتمر واهدافه, على رغم اعلان الطرفين المشاركة فيه. ففي حين تشدد المعارضة ودول غربية داعمة لها على استبعاد الاسد من المرحلة الانتقالية, تؤكد دمشق ان المؤتمر لن يؤدي الى “تسليم السلطة”, وان مصير الاسد يحدده “الشعب السوري” من خلال صناديق الاقتراع.
وفي سياق التحضير للمؤتمر, تشهد مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اجتماعات للاطراف الكردية السورية تبحث مسالة توحيد الخطاب خلال مؤتمر جنيف-,2 وذلك باشراف رئيس الاقليم مسعود بارزاني.
ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري الذي يشكل جزءا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية, ومجلس الشعب لغربي كردستان, وصلت الى حد القطيعة بعد اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان, تاسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا.
وفي تداعيات النزاع على لبنان المجاور, استهدف انفجار ناتج عن سيارة مفخخة فجر اليوم الثلاثاء مركزا لحزب الله في بلدة صبوبا شمال مدينة بعلبك (شرق) ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى, بحسب مصدر امني.
وذكرت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله ان الانفجار وقع قرب “مركز تبديل” للحزب الذي يشارك الى جانب القوات النظامية السورية في المعارك ضد مقاتلي المعارضة.
واوضح سكان في المنطقة ان “مركز التبديل” هو عبارة عن مكان بعيد عن السكن يتم فيه تبديل المقاتلين من الحزب الذين يتجمعون للتوجه الى سوريا, او يكونون عائدين منها, وللعناصر الذين يقومون بمهام اخرى في مراكز معينة للحزب ذي الترسانة العسكرية الضخمة.

التعليقات مغلقة.