على من يكذب حكام وإعلام الجزائر

الانتفاضة

بقلم محمد السعيد مازغ 

لم تعد الأخبار الواردة من الجزائر التي يبثها الإعلام الجزائري المنحاز تؤخذ مأخذ الجد، ولها مصداقية دولية، ولا حتى تلك الخطابات التي تصدر عن الرئيس او الكابرانات تحظى بشعبية كبيرة ،او يعتد بها في عواصم الدول العربية والغربية ،وباتت الاتهامات تتكرر بشكل متعمد، وهي تشير إلى أن المغرب هو السبب الرئيسي في اشتعال الحرائق، والتصنت على المكالمات، وفي قتل مواطن مغلوب على أمره، احتمى بالأمن الجزائري، و يا ليته لم يلجأ إلى هذا الخيار، فالجهاز الأمني الذي من المفروض أن يؤمن حياته ، ويحميه من أي تدخل همجي، تخلى عنه،  وترك الضحية يواجه مصيره المشؤوم، حيث سلمه بطريقة أو بأخرى،  لمن خططوا لقتله بدعوى الخيانة، وغيرها من التهم الجائرة، الجاهزة، غير المحبوكة التي بسرعة ما ينكشف زيفها، وتتضح حقيقتها ، وتصل أخبارها أقطار العالم ..، ومن بين التهم البليدة، ان المغرب مسؤول عن رداءة البنية التحتية لملاعب الكرة، وعن موت ثلاثة مواطنين جزائريين، تركوا الطريق المعبدة والقريبة التي لا تتجاوز 64كلم، واختاروا المنطقة المنزوعة السلاح، التي تغمرها الرمال ،وتوجد بها القنابل المدفونة، وكالعادة اتهام المغرب بالهجوم على الحافلات في الطريق الرابطة بين الجزائر وموريطانيا أي “خارج حدوده “،واستعمال أحدث الثقنيات في الهجوم وغيرها من الأخبار التي تسعى إلى تكليب الرأي العام الجزائري ،ودفعه للاصطفاف إلى جانب حماقات الكابرانات ، والهائه عن مطالبه المشروعة، ومشاكله الداخلية العويصة التي باتت تهدد السلم الاجتماعي ،وتؤشر على قرب انتفاضات ضد الطغمة الحاكمة، إلى جانب محاولة احتواء الأزمة الداخلية بخلق عدو خارجي الذي هو المغرب، والسعي إلى جره إلى المواجهة المسلحة، مسوقة في ذات الوقت انها قادرة على إنهاء الحرب لصالحها في ظرف 48 ساعة، وهي بذلك، تعتقد أن الحرب نزهة، وأن المغرب دمية يمكن ان يتلاعب بها الكابرانات في رمشة عين. 

كثيرة هي الادعاءات والأباطيل والقصص الدرامية التي نسجها الحكام الجزائريون من أجل أن يظهروا للعالم، ان الجار المغربي هو جار سوء، كما يتردد على لسان الكثير ممن تقمصوا صفة محللين سياسيين، وصحافيين، وأساتذة ودكاترة جامعيين جزائريين ، وبمجرد ما ينطق بعضهم، تشعر بضعفهم اللغوي و المعرفي، وضيق أفكارهم، ومحدودية افقهم، فهم يكررون نفس الروايات الرسمية، و يكشفون عجزهم عن التحليل وتدقيق المعطيات والحيادية أو على الأقل القليل من الموضوعية في تناول القضايا المصرية التي يرتكز عليها استقرار المنطقة المغاربية ، بل الانكى من ذلك، تجاهل البيانات والتوضيحات والنداءات الصادرة عن مجلس الأمن، و التغاضي عن التحليلات السياسية و التوجيهات الصادرة عن خبراء دوليين ،ومنظرين وعقلاء من المغرب والجزائر، الذين ظلوا يدقون ناقوس الخطر، و يحذرون من مغبة التصعيد والتوجه نحو حرب لا يملك اي طرف القدرة على إيقافها اذا اندلعت، ويجمع الملاحظون انه اذا قدر الله ونشبت الحرب بين الدولتين الكبيرتين في المغرب العربي ، ستكون نتائجها وخيمة على المعيش اليومي للمواطن المغربي والمواطن الجزائري على السواء ،لأن كلا البلدين كان يعمل على تحديث ترسانته، وتعزيز قدراته العسكرية، وذلك في إطار الاحتياطات الاحترازية، و التوقعات الاستراتيجية التي تخيم على المنطقة، وتستدعي تخصيص نسبة كبيرة من الميزانيات في التسليح بدلا من توظيفها في التنمية المحلية و رفاهية المواطن.

ملك المغرب دعا في خطاب سابق إلى أن المشاكل كيف ما كان حجمها، يمكن أن توجد لها صيغة مناسبة تتفق عليها الأطراف المتنازعة، وأن عين العقل تقتضي التفكير في مستقبل الشعوب، وفي التعاون المغربي ،والترفع عن الصغائر والدسائس والعداوات التي تجر دول المنطقة إلى حرب مدمرة، وطبيعي ان المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي، وهو يرى الجارة الجزائر وهي تتمادى في احتضان البوليساريو وتسليحه ودعمه ماديا ومعنويا من أجل تعطيل أية فرصة يمكن ان تنفرج خلالها الأزمة، ويعود الصحراويون المغرر بهم إلى حضن وطنهم. 

التعليقات مغلقة.