شهادة محمد السعيد مازغ الذي كان ضحية ابن الفشوش الذي صدمه عمدا بسيارته الفاخرة

الانتفاضة

محمد السعيد مازغ

لقد عدت من الموت، لأرى الحياة في عيونكم، في دعواتكم وتدويناتكم، في مقالاتكم الصحفية، في اتصالاتكم الهاتفية، في تحمل عناء السفر للاطمئنان على صحتي.
كل كلمات الشكر والامتنان والحب التي أتََفَوَّهُ بها لن تفيكم حقكم، ولن تعبر عن مدى تأثري بمواقفكم النبيلة، و مشاعركم الصادقة، وشهاداتكم التي كانت بلسما ودواء يفوق مفعول الأقراص الطبية التي أتناولها لتخفيف الألم، ومحاولة نسيان حدث تدخلت فيه الألطاف الإلهية، وحدّت من خطورته بعد أن كادت تفضي إلى دهس موكب عرس بكامله، بنسائه ورجاله وأطفاله، وترسل عروسين بريئين في ليلة الدخلة إلى مقبرة سيدي مكدَول بالصويرة او مقبرة باب أغمات بمراكش.
والخطير في الأمر، أن الحادث لم يقع بسبب معرفة سابقة أو عداوة ماضية أو خصومة آنية ، وإنما مَرَدُّه إلى الطيش والتهور وربما تتحكم في شخصية السائق مؤثرات ذات مفعول قوي. علما انه من أسرة محترمة، ولها وزنها الاعتباري داخل مدينة الصويرة، ومكانتها الرمزية داخل الوسط الطبي.
وإذا سمحتم، فمن خلالكم أتقدم بالشكر الجزيل لكل الأطقم الطبية بمستشفى محمد بن عبد الله وعلى رأسهم الدكتور الجراح المتخصص في العظام السيد عبد الله وكّاك، الطبيب المقتدر، المخلص لمهنة الطب، والمتفاني في عمله، الحريص على تتبع حالات المرضى ليل نهار، والدكتور الشريف توفلعز قسم الإنعاش والمستعجلات، والدكتور محمد بن جلون مدير المستشفى الإقليمي بالصويرة، ورئيس الممرضين السيد سعيد كورتي بقسم جراحة الرجال، وآخرون لم أتمكن من معرفة أسمائهم إضافة إلى عدد من الممرضات اللواتي كن مثالا للعفة والأخلاق الفاضلة. َ
وَإذا كان مستشفى محمد بن عبد الله بالصويرة يتوفر على أطقم طبية وتمريضية من العيار الثقيل، فإنها تعاني من قلة الإمكانيات، واستقبال المرضى من كافة دواوير وقرى الإقليم، الشيء الذي يؤثر على الخدمات ويزيد من معاناة العاملين بالمستشفى الوحيد بالمدينة.
ولن اخفي سرا أن موقف الأمن الإقليمي بالصويرة بكل مراتبه والمهام المنوطة به كان في غاية المسؤولية ، واستطاعت الشرطة القضائية ومصالح السير والجولان، أن تكتشف مكان اختفاء سيارة الشخص الهارب في وقت وجيز، والقيام بكافة التحريات بما فيها أشرطة الفيديو الموثق لتفاصيل الحادث، والاستماع للشهود والضحية، والقيام بكافة الإجراءات المرتبطة بهذا الملف وبغيره بتنسيق مع السيد وكيل المحكمة الذي يشهد له أيضا بالاستقامة وقوة الشخصية والسهر على تطبيق القانون.
ما زلت تحت العناية الطبية، أخضع لفحوصات على مستوى القفص الصدري ومفصل الورك، بعد ان أجريت لي عملية جراحية على مستوى الكتف. واطمئن أخواتي إخوتي على أن صحتي تحسنت كثيرا، وأنني قريبا بإذن الله سأعود لعملي اليومي، ولمهمتي بجريدة الانتفاضة وموقعها الالكتروني.

التعليقات مغلقة.