تكوين أم تحضير إشهادي؟؟

مرة أخرى تثبت وزارة التربية الوطنية فشلها في التواصل مع أطرها الإدارية والتعليمية . فبعد ردود الفعل المتباينة التي خلفها برنام مسار والقراءات المتعددة التي رافقته والتي أبانت بالملموس أن الفاعلين التربويين هم آخر من يعلم، رغم أنهم يشكلون مكونا فعالا في الحقل التربوي .ها هي مرة أخرى تطالعنا بمراسلات وزارية ونيابية حول التكوينات الإشهادية Certification MOS) ) وذلك تفعيلا لمقتضيات اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية وشركة ميكروسوفت . لكن ما يمكن تسجيله هوا لارتجال الذي طبع انطلاق التكوينات الإشهادية بالنيابة الإقليمية بآسفي يوم الجمعة14 مارس 2014 وعلى عدة مستويات :

المستوى الأول : مع توقيع المذكرة المنظمة للتكوين الإشهادي في المؤسسات التعليمية تم تحديد مستويات الأطر التربوية من حيث مستوى التمكن من المعلوميات بين : ضعيف ومتوسط وجيد، لكن مع انطلاق التكوين حضر المتمكن من تكنولوجيا المعلومات  والمبتدئ  في هذا المجال .فخلق ذلك ارتباكا  لدى الأساتذة المكوِنـين :هل هم في دورات للتحضير لامتحان إشهادي أم في دورات لتكوين من ليست لهم حتى الأبجديات الأولى في المجال المعلوماتي ؟

المستوى الثاني : سير التكوين الإشهادي ومدى جودته لأن الأهداف التي ارتبطت بالتكوين هي التحضير لإشهاد يضم مصوغتي (0Word2010/Excel201) في مقابل عدم تحديد الفئة المستهدفة. ألم يكن من المنطقي والمعقول تنظيم دورات تكوينية في أساسيات هذا البرنام لفائدة الأطر التعليمية المبتدئة ولمن لا يمتلكون مهارات في تكنولوجيا المعلومات للرقي بأدائهم المهني وموازاة مع ذلك دورات تحضيرية للمتمكنين منهم قصد الحصول على إشهاد  (Certification Mos ) من طرف شركة مكروسوفت معترف به دوليا ؟؟     

المستوى الثالث : المدة الزمنية المخصصة للتكوين والتي ارتبطت بست عشرة ساعة موزعة بين ثماني ساعات Word2010 ومثلها2010Excel  وهي غير كافية إذا احتسبنا الوقت الضائع منها في بعض مراكز التكوين وذلك في التأخر في فتح قاعة المعلوميات  في وجه المستفيدين ( المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مثالا) مما جعل التكوين ماراطونيا وبسرعة قياسية فوتت على  الأساتذة المكونِين فرصة إتمام جميع المراحل بحكم عامل الزمن من جهة وبحكم الفئة المستهدفة التي لا تمتلك مستوى واحد حيث كان المبتدئون منهم إما منسحبين من التكوين أو موقعين لحضورهم دون استكمال الحصة التكوينية أو معرقلين لمن هم أكثر تكوينا بالأسئلة البسيطة في المصوغتين .لذلك لم يتم التمكن من استكمال جميع الملفات المطروحة وبالتالي توجيه المكوَنين إلى الانفتاح على نماذج من الامتحانات الإشهادية CertificationMOS)) في اليوتوب .

ما يمكن استخلاصه من هذا   التكوين الإشهادي هو: غياب المقاربة التشاركية في انتقاء الفئة المستهدفة من التكوين وربط ذلك بالأهداف المتوخاة منه  وعدم مراعاة الزمن المدرسي في تحديد حصص التكوين الإشهادي والتي توافقت بعض حصصها مع أوقات العمل بالنسبة للأطر التعليمية مما جعل بعض المكوَنين يضيعون عدة حصص على تلاميذ متبوعين بامتحانات إشهادية، وكذا ضعف التنسيق مع المؤسسات المستقبلة للمستفدين خاصة على مستوى احترام الوقت. مما يجعلنا نطرح تساؤلات مفتوحة حول : تفعيل آليات الحكامة في الحقل التعليمي في شق التكوين المستمر الذي توفر له الشروط اللوجستيكية من حيث الاعتمادات المالية والمصالح المشرفة على التكوين والأطر المكِونة و المكَوَنة والمؤسسات المستقبلة في غياب دراسة تقييمية للتجارب السابقة للاستفادة من مكامن الضعف فيها في أفق تجاوزها وليس تكرارها. فإدخال تكنولوجيا المعلوميات للمجال التعليمي ليس مجرد صفقات تجارية مع الشركات متعددة الجنسيات وإنما هو الارتقاء بالأداء المهني في منظومة تعليمية وتربوية لا تحل مشاكلها بما هو تقني فقط وإنما بمشروع مجتمعي يحدد وظيفة المدرسة المغربية .  

 ذة أسماء حميحم

التعليقات مغلقة.