تخريب الممتلكات العامة بالشوارع والحدائق والمؤسسات سلوك لا مسؤول

الانتفاضة

ثريا عربان

تعتبرظاهرة تخريب الممتلكات العامة بمدينة مراكش وكباقي المدن والقرى المغربية ، من الظواهر السلبية المعروفة، ويلاحظ أنها أصبحت منتشرة بشكل متزايد وملفت للنظر ، حيث يشمل هذا التخريب مجمل تجهيزات المرافق : كالمدارس والمستشفيات والمساجد ووسائل النقل، وكذا المنتزهات الترفيهية والشوارع المتميزة والمعتنى بها .

إن من يقف على هذا التخريب ، ينتابه  احساس غريب يجرّه إلى طرح مجموعة من علامات الاستفهام حول الاسباب والدواعي التي تدفع بالايادي المخربة الى القيام بهذه السلوكيات اللامسؤولة ؟ .

بذكرنا للمنتزهات الترفيهية تبقى هي الاخرى احدى الممتلكات والمرافق العامة التي هي ملك الجميع، وليست  ملك فرد او مجموعة، وفي هذا الاطار يجرنا الحديث عن شارع محمد السادس بمراكش، هذا الشارع المتنفس المميز الذي كان يطلق عليه اسم شارع فرنسا منذ احداثه الى ان تم تغييره بعد التعديلات التي ادخلت عليه وبعد الاهتمام الذي اولاه اياه المجلس البلدي حتى يصبح في الصورة التي هو عليها الان مرتعا للاستمتاع وللشعور بالراحة  .

شارع محمد السادس يتميز بموقعه الاستراتيجي حيث اجتمعت فيه اغلب المعالم السياحية المتميزة ومختلف الفضاءات الطبيعية الخلابة التي تبهر الناظر وتجذب الزائر من جميع بقاع العالم بهذا اصبح شارع محمد السادس القلب النابض لمدينة مراكش الحمراء والملجأ المتنفس الذي يلتقي فيه الزواراطفالا وشبانا ورجالا ونساء كل حسب الهدف الذي يرسمه للزيارة…

هذا الشارع تحول أيضا الى مكان لممارسة العديد من الهوايات كاللعب ورياضة المشي والركض، ومراجعة الدروس او قضاء اوقات ممتعة بين احضان طبيعة .

كما يتميز بمساراته الواسعة التي تفننت فيها يد المهندس المعماري ووضعت لها تشكيلات يعجب لها الناظر اصطفت الى جنباتها اشجار النخيل واشجار البرتقال وزاد من رونق المكان تلك النافورات المائية التي يسمع خرير مياهها من بعيد ومقاعد الاسترخاء الموضوعة هنا وهناك والقمامات المعلقة على اعمدة الكهرباء بشكل منظم كلها اعمال  ان دلت على شيء انما تدل على رغبة دفينة في الحفاظ على المكان وعلى جماليته

لكن اليد التي تبني ، تختلف عن اليد التي تخرب  .عندما تتجول بين احضان هذا الشارع بطبيعته الفاتنة  وتحت شمسه الدافئة تصدمك مشاهد تؤكد الجهل بما تعنيه المحافظة على الاملاك العامة، والعدوانية المترسبة في الأعماق والتي تنتقم من كل شيء حتى من ذاتها، ترى مقعدا  من مقاعد الاسترخاء مكسرا عن اخره ، قمامة سلت من مكانها ، مصابيح كهربائيًة ارضية مهشمة عن آخرها، ظلما وعدوانا…

هنا تزداد حدة السؤال المطروح من وراء السلوكيات اللامحدودة ؟هنا تحضر أسئلة اخرى  هل المدرسة تقوم بواجبها على احسن مايرام ؟ هل الاسرة تربي ابناءها على احترام الملك العام ؟ هل تهتم المؤسسات الاعلامية بالتنشئة وتوجهها في الخط التنموي؟ هل تقوم منظمات المجتمع المدني بدورها الفعال المتمثل في التحسيس والتوعية بضرورة الحفاظ على الملكية العامة ؟ هل الخطاب الديني والخطاب الحزبي يضع ضمن برامجه زرع القيم الاجماعية الهادفة لحماية الصالح العام والعمل على تفعيلها ؟ اذن الحد من تخريب الممتلكات العامة رهين ببناء موارد بشرية تبنيها جميع هذه المؤسسات وتنمي فيها روح المواطنة المسؤولة وتزرع فيها القيم  الاجتماعية الهادفة لحماية الصالح العام .

التعليقات مغلقة.