يطفئ المهرجان الدولي للفيلم المنظم بمراكش خلال الفترة الممتدة من الثلاثين نونبر الى الثامن دجنبر 2018 شمعته السابعة عشر، وهذه المدة الزمنية من عمر المهرجان كفيلة بالوقوف على ماتحقق، ومالم يتحقق، وهذا من أجل تطويره، لتكون السينما المغربية هي الفائزة في الأخير مادام المغرب هو المحتضن للمهرجان. فالسينما لم تعد ترفيه وتسلية كما يخيل للبعض، لكن الواقع يؤكد على أن السينما أضحت صناعة ثقيلة قد تحقق أرقام معاملات مالية مهمة، بل أكثر من ذلك أصبحت في بعض البلدان قاطرة للتنمية المستدامة المعول عليها.لكن التساؤل هل فعلا الدولة المغربية واعية بأهمية السينما؟، أم لازالت تعتبرها شيء ثانوي لا قيمة لها، ومجرد كماليات.
فالجواب عن السؤال في الوقت الراهن صعب جدا، لأن رؤية الدولة لهذا القطاع غير واضحة، قد يقول قائل بالعكس أن الدولة مهتمة بالسينما والدليل هو جل المدن تعرف مهرجانات وملتقيات سينمائية، ولعل المهرجان الدولي للفيلم المنظم بمراكش خير دليل على صحة القول. لكن في المقابل يطرح العديد من المغاربة بصفة عامة والمهنيين بصفة خاصة السؤال التالي: ماهي الاضافة التي يضيفها هذا المهرجان للسينما المغربية؟.ومن خلال هذا السؤال ،قد تتفرع عدة الأسئلة تصب في نفس الخانة، وأهم هذه الأسئلة هل الدولة لها رؤية واضحة في استفادة من هذا المهرجان قصد تطوير السينما المغربية؟، فالمحزن والغريب في الأمر هو منذ إنطلاق الدورة الأولى للمهرجان وقاعات السينمائية في تراجع خطير، بل الأدهى من هذا أن 90 في المائة أو أكثر من المدن المغربية لا تتوفر على قاعات سينمائية، وهذا يحلينا الى طرح سؤال آخر هو، كيف لدولة تعاني بشكل حاد في القاعات السينمائية،وفي المقابل تريد تطوير السينما؟.فهذا الأمر لا يمكن أن يتقبله العقل السوي.
مع تزامن إنطلاق فعاليات المهرجان يتسائل المراكشيون والمراكشيات حول جدوى من تنظيمه بمدينة مراكش، والمدينة لا تستفيد منه. وفي هذا الصدد يقول أحد السينمائيين المراكشيين “كن ننتظر من المهرجان ترميم بعض القاعات السينمائية، وفتح بعض المعاهد أمام الشباب لصقل مواهبهم السينمائية،لكن لاشيء تحقق من ذلك،ويضيف بل الأكثر من هذا فأغلب المهنيين لا يشعرون بأن المهرجان خلق من أجلهم نظرا لاحتقارهم للفنان المغربي والمهنيين. ويقول أيضا ماتعرضت له اللغة العربية من إهانة عقب إحدى جلسات هو خير دليل”.
لتنظيم مثل هذا مهرجان، بحجم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش،لاشك سيكون جميل ومفيد ،لأن هناك عدة مزايا منها التلاقح الثقافي والسينمائي،والتبادل الخبرات بين الدول الرائدة في الصناعة السينمائية،لكن بالطريقة التي أصبح عليها المهرجان خاصة في السنوات الأخيرة ،الذي عرف تراجع من دورة الى دورة أخرى، دون أن تستفيد السينما المغربية التي تعرف بدورها تراجع ومشاكل ساهمت في تكريس الرداءة، وعليه،على القائمين على الشأن السينمائي رفع التحدي لكي يصبح قطاع السينما صناعة ثقيلة، وهكذا سيوفر مناصب الشغل، ومعاملات مالية قوية ممكن أن تساعد معدل النمو على الارتفاع.
التعليقات مغلقة.