يجب علينا أن نأخذ مسألة الحوار بعين الإعتبار، فقد تنقلب حياة الإنسان رأسا على عقب بسبب ظهور مشكلة بسيطة في حياته، ربما يعود الأمر إلى كوننا لا نهتم كثيرا بقضية تواصلية على درجة عالية من الأهمية تتعلق أساسا بأدب الحوار وقيمته في نسج خيوط التفاعل الإيجابي بين الأنا و الآخر، لكن لحظة من فضلك لا تضيع و قتي في الشرح ٠
والكلام الفارغ و دعني أبدأ معك على الفور فلم يعد هناك وقت نضيعه، سأدخل في صلب الموضوع، لكن دقيقة، فقد اكتشفت أن غرابة بدأت تظهر على ملامح وجهك و أن شيئا ما يراودك أعرف ما هو، لأني أتكلم بصيغة غائب، نعم الغائب هنا في حد ذاته، هو أنت بشحمه و لحمه، لأن هذا المقال موجه لك أظن أننا اتفقنا بعدما حللنا المشكلة التي كانت تراودك، دعنا نبدأ الآن بما سيفيدك ٠
إن الحوار في حد ذاته يعتبر من القضايا التي يمكن الإعتماد عليها لكل مشكلة سواء أكانت صغيرة أو كبيرة طالما و جدنا حلا لها، لأن الصراخ في حد ذاته لن ينفعك بشيء، و ستصبح كالشخص الذي لا يريد أن يفعل أي شيء و لا يشعر بأي شيء، لأنه لا يرغب في أي شيء توقف عن إتخاذ الصراخ و العصبية و الإنفعالية حجة تظنها الوسيلة التي سترشدك إلى الطريق الصحيح، لأنك أخطأت فعوض إصلاح الموقف تبدأ في معاتبة نفسك و لومها، كما يقال غدا لا ينفع ندم، لكن بينما أنت تنظر إلى كلماتي، وتقرأ فيها سطوري تظن أنك على صواب، أظن أنك أخطأت مرة ثانية يا صديقي، لأن المسألة هنا تختلف ليس كما تظن في مخيلتك، لأن الحوار يثري الذكاء و به تظهر العقول، و لعل الغضب و الإنفعال السلبي يظهر ضعف الذات أكثر ما يقويها ٠٠٠
قد تصدر منا زلة لسان أو غيرها من السلوكات و التعابير و التي يمكن بها أن يجرح بها صاحبها غيره، و أيضا لا ننسى أن الحوار هو الطريق الذي يكشف به صاحبه ذاته و يعرف قيمة الآخر ٠
إن وقعتم في مشكلة ما تجنبوا الصراخ و العصبية، لعدم جدواهما، بقد سلبياتهما ٠
و خير مثال على ذلك :«من الأفضل لنا النقاش في إجابة سؤال ما قبل أن نتوصل إلى الإجابة دون أن نكلف أنفسنا عناء الشقاء به»،«جوزيف جوبرت» ٠ البداوي إدريسي : المدير المسؤول لجريدة الأحداث الأسبوعية «م-ن» و الكاتب العام للإتحاد الوطني المستقل لقطاع الصحافة و الإعلاميين و معتمد لدى جريدة الإنتفاضة المغربية ٠
التعليقات مغلقة.