الانتفاضة:فاطمة الزهراء المشاوري
تزامنا مع اليوم الوطني للصحافة والإعلام 15 نونبر, احتفى الجسم الإعلامي بالموقف البطولي الذي أقدمت عليه القوات المسلحة الملكية لتحرير منطقة “الكركرات” التي تعد جزءا من أراضينا الصحراوية.
بهجة مزدوجة لشغيلة وطاقم جريدة “الانتفاضة ” حول الموقف الذي أبداه جيشنا المقدام والحكيم .
موقف سيخلد في الذاكرة ويستحق أن ينضاف إلى أعيادنا الوطنية وأن يسجل في تاريخ المحافل والانجازات .
تفوق حبذا لو حققته بعض الجهات المعنية في التعامل مع الصحفيين والحقوقيين واجتهدت لتفعيل الفصل 25 من الدستور الذي يتضمن حرية الفكر والرأي مكفولة بكل أشكالها، وتحديدا الفصل 28 الذي يمتع الجميع بالحق في التعبير والنشر والأخبار والآراء الذي ينضوي تحت لواء حرية الصحافة .
وضعية معاقة يعيشها الجسم الإعلامي تتجلى في الكثيرمن الانتهاكات والخروقات التي تتمثل في التضييق والخناق على من ينتقد سوء التسيير لمؤسسات الدولة .
تكميم الأفواه شعار فرضته السلطات المعنية والدولة على كافة الحقوقيين والإعلاميين بأشكال مختلفة للتصدي، أقلها ضررا المتابعين في حالة سراح.
الاعتقالات التعسفية في صفوف السياسيين حدث ولا حرج ، اتهامات متفاوتة الخطورة، تضخيم في معاني المتابعات والتفنن في مصطلحات المحاضر ، تهم ثقيلة تبدي الاستغراب و توحد المبتغى .
تضارب سافر للمعاهدات والاتفاقيات الدولية حول حماية حقوق الإنسان بالدرجة الأولى وحقوق الصحفي الذي تكفله مقتضيات دولية وقانون الصحافة والنشر.
التضييق والخناق و التحفظ ، وعدم الحصول على المعلومة وقلب الأحداث وتلفيق التهم ، تجاوزات خطيرة أضحى معظم الإعلاميون اليوم يعانون من هذا التصرف الجائر ويعتبرونه تطاول ومس بالممارسات الصحفية وعدم تقديم المساعدة لتسهيل المأمورية ، بصفتها جزء لا يتجزآ من الدولة المغربية في إطار الحق الذي يمنحه الدستور لصاحبة الجلالة “السلطة الرابعة” باعتبارها المساهم الأول في تنوير الرأي العام وصلة وصل بين الخبر والمواطن والمساهم الرسمي في الحد من نشر الشائعات وخلق الفتن في صفوف المواطن المغربي .
فمعظم المنابر الإعلامية المغربية بكافة أطقمها تجندت منذ تفشي فيروس كورونا ولعبت دورا أساسيا في نقل الحقائق من قلب ساحة المعركة الصحية والحرب البيولوجية التي عاشها العالم أجمع .
الإعلامي المحارب لم يتمتع بأبسط حقوقه وواجباته ولم توضع له وقفة تأمل ولم تحسب له في سجل تضحياته ، بل تتم مكافأته بالاعتقالات والضغوطات ونشر الفزع والرعب الناتج عن القمع .
فاتقوا الله في مهنة المتاعب فهي العنصر الأساسي في تلميع صورة البلاد أمام المسألة الدولية التي تسجل بتقرير أسود في قاعات المحاكم وساحات الاحتجاجات بقلم المدونين والمقررين الذين يسجلون تحركاتكم وأحكامكم الجائرة .
فقدرة الشخصيات الإعلامية مختلفة ، والأقلام ليست متشابهة. لكن الواجب الوطني وكشف القضايا الغابرة وتسليط الضوء على الملفات الغامضة المظلمة غايتنا وهدفنا المشترك.
التعليقات مغلقة.