البروتوكول الصحي لتتبع المخالطين بمراكش ينذر بكارثة والمديرية الجهوية للصحة في فوهة بركان

الانتفاضة – محمد بولطار

باتت الاصابات المتعددة بفيروس كورونا بمدينة مراكش، تشكل عبئا ثقيلا على الاطر الصحية، بمختلف المؤسسات الصحية بالمدينة، لما يصاحب ذلك من عشوائية وارتجال في عملية تتبع المخالطين واستغراقها وقتا غير هين من الزمن، يزيد من فرص الإصابة وانتشار الفيروس.

“الانتفاضة” ومن خلال تتبعها لعديد من الحالات المصابة، بمراكش وخارج مراكش، كان أبرزها حالة بإقامة السعديين 2 بحي أزلي  مقاطعة جليز، تبين من خلالها الارتجالية وسوء التدبير الإداري التي تتعامل به الإدارة الجهوية للصحة ومعها لجنة اليقظة لتتبع حالات كوفيد-19، والذي يبخس العمل الجبار الذي تقوم به الهيئة التطبيبية والتمريضية المواجهة للفيروس، التي أطلقت نداء استغاثة لما لحقها من جحود ومعاملة سيئة من طرف الإدارة.

التعامل الذي لاقته سيدة ظهرت عليها أعراض المرض، كان ينم عن قلة مهنية واستهتار بخطورة المرض، بعدما تم إجراء التحليلات المخبرية للسيدة ومنحها بعض الأقراص العلاجية لتناولها وطالبتها بالعودة إلى منزلها في انتظار نتائج التحليلات، ما جعلها تخالط أفراد عائلتها وحماتها ومجموعة من جيران الإقامة المذكورة والتي تضم 162 شقة سكنية، وتعج بالسكان، قبل أن تتجه السيدة ومن تلقاء نفسها للسؤال عن نتيجة تحليلتها، ويتم حجزها لإيجابية التحليلة بمستشفى ابن زهر، وينطلق فصل جديد من المعاناة، حيث العدد الكبير من المصابين، واهتراء المرافق، وقلة الامكانات البشرية واللوجيستيكية، المخالطين للسيدة بدأت تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، ونهلوا من نفس الكأس، وكأنه مسلسل تعاد حلقاته، ذلك أن حماة السيدة المريضة نقلت منذ لحظات من مساء اليوم الأربعاء 05 غشت 2020 في حالة غيبوبة بعدما ارتفعت حرارتها، في حين يضع العشرات من المخالطين لهذه الحالات أيديهم على قلوبهم، مخافة من كونهم حاملين للفيروس.

الوضع الكارثي الذي يعيشه مرضى كوفيد-19، بمدينة مراكش، يسائل الادارة الصحية ومعها الوزارة الوصية، عن البروتوكول الصحي لتتبع المصابين بالوباء ومخالطيهم، والزيادة في تعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية، وأنسنة ظروف التمريض، ويدعو لاتخاد إجراءات استباقية سيبقى أبرزها فتح مستشفى ميداني يكون قريبا من المدينة، ويساعد على استيعاب الأعداد المتواثرة للمرضي، وتقديم الرعاية الصحية لهم في ظروف إنسانية محترمة، تخفف معاناتهم النفسية ومعاناة ذويهم، كما أنه يحمل جزءا من المسؤولية للمواطن، الذي وجب عليه التقيد بالإجراءات الاحترازية وصون صحته وكرامته.

 

التعليقات مغلقة.