أكادير .. كلمة نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف

الانتفاضة

السيدات والسادة رؤساء الجهات،

السيد ممثل وزير الشباب والثقافة والتواصل،

السادة المسؤولين،

زملائي الأعزاء،

حضرات السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن أعبر لكم عن شعور زملائي الدفين اليوم بوجود هذا الحضور الوازن بيننا. إننا مبتهجون لتجشمكم عناء السفر والاستجابة الكريمة لدعوتنا والتي نعتبرها تشريفا للإعلام الجهوي في بلادنا، ومن خلاله لنساء ورجال الصحافة في بلادنا.

لقد اشتغلت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لمدة 20 سنة بلا هوادة من أجل تأهيل قطاع مأزوم بشكل هيكلي، ودشنا أول تعاقد بيننا وبين السلطات العمومية في إطار العقد البرنامج وساهمنا بقوة في إخراج مدونة صحافة جديدة وفي تأسيس مجلس وطني للصحافة، وفي كل الأوراش الاصلاحية للإعلام، ولا نزال إلى الآن نحاول التصدي في الخطوط الأمامية كالمنظمة الأكثر تمثيلية، لمشاكل الصحافة الوطنية كقوة اقتراحية وتأطيرية فاعلة في الميدان، وما تأسيسنا للفرع السابع لفيدراليتنا اليوم بجهة سوس ماسة في أقل من سنة إلا دليل على أن العزم والعمل هو الحل الوحيد لمواجهة الأزمات وليس الارتكان للسلبية والبكاء على الأطلال.

إن الصراحة تقتضي منا الاعتراف أمامكم بأننا إزاء معضلتين:

  • الأولى موضوعية تتجلى في أزمة القراءة المرتبطة بالسلوك الثقافي عموما ببلادنا، وهذا هو منبع الأزمة الهيكلية، ولهذا اقترحنا صندوقا وطنيا لتنمية القراءة في المغرب. ولا أقصد بأزمة قراءة الصحافة الورقية فقط ولكن الالكترونية أيضا، لأنه من الخطأ الاعتقاد بأن المعادلة هي بين الورقي والالكتروني، ولكنها بين الصحافة كوظيفة اجتماعية وبين مواقع التواصل الاجتماعي التي لها الكثير من المزايا ومنها دمقرطة التعبير الجماهيري، ولكن لها الكثير من المضار في مجتمع يحاول أن يتجاوز مشاكله العويصة في التربية والتعليم.

  • والمعضلة الثانية ذاتية، بحيث إن هناك الكثير من الاستسهال في مهنتنا، وهناك التسيب وهناك التحلل من جزء من الضوابط المهنية والأخلاقية، ولهذا ومن أجل التحصين، نزلنا إلى الميدان لنشكل جبهة وطنية من أجل المهنية والممارسات الفضلى في قطاع مصداقيته واستقلاليته هي رأسماله.

وعلى الرغم من كل ما يمكن أن نبذله في هذا المجال، ولأن قضية الصحافة اليوم هي قضية وجودية، لأنها بكلمة منكوبة، فلا يمكن أن نتغلب في معركة البقاء هاته إلا بتضافر جهود الجميع، بوعي المسؤول في أي موقع كان والفاعل الاقتصادي والمدني بأن قضية الصحافة ليست قضية مهنيين فقط، ولكنها قضية مجتمع وعلى الجميع أن ينخرط في مجهودات الانعاش.

لقد قدمت الدولة المغربية خلال جائحة كورونا للصحافة المغربية ما لم تقدمه أي دولة مشابهة لصحافتها، بحيث وصل الدعم الاستثنائي خلال سنة واحدة إلى 400 مليون درهم، وهذا يستحق الاشادة، إلا أن طريقة تدبير هذا الدعم التي لم تكن متوازنة ولا منصفة تفرض علينا استخلاص الدروس، والعودة لفلسفة الدعم العمومي كدعم للمقاولات والحرص على الانصاف والاهتمام بالمنشآت الصغرى والمتوسطة، وبالموارد البشرية. وبيت القصيد هو ايجاد مكان لائق في هذا الدعم للصحافة الجهوية التي تشكل اليوم الأغلبية في المشهد الالكتروني الوطني.

وإن كان هناك من رسالة لهذا اللقاء المبارك اليوم، فهي أن صفحة جديدة نكتبها الآن في هذه الجهوية المغربية الواعدة في العلاقة بين صاحب القرار في الجهة والناشر الصحافي. إنه أول حوار وطني من أجل شراكة خلاقة لإدماج الاعلام الجهوي في التنمية.

وأقترح أن نمأسس هذا اللقاء ليصبح حوارا وطنيا دوريا بين الجهات والاعلام.

وجودكم أيها السيدات والسادة رؤساء الجهات و ممثل وزير التواصل إلا عربون على هذا العهد الجديد.

فلكم أيها السيدات، أيها السادة الشكر الجزيل والامتنان الكبير.

شكرا لكم من صميم الفؤاد، وممتنين لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا اللقاء،

والسلام عليكم

التعليقات مغلقة.