تستمر معاناة عاملات وعمال تعاونية الحليب بمراكش، حيث يتنقلون بأعدادهم الغفيرة، بنسائهم وأطفالهم، بشيوخهم وكهولهم بين مقر التعاونية، وولاية مراكش، ومقر النقابات و مجلس الجماعة، والمحكمة..وكل بقعة يمكن أن يشع منها نور الفرج، وحدهم يدركون معنى المصاب الجلل الذي قلب حياتهم رأسا على عقب، فمنذ خمسة أشهر لم يتوصلوا بأجورهم، وأضحت حياتهم عرضة للضياع والتشرد، في الوقت الذي نجد فيه المسؤولون عن هذا الوضع المأساوي الذي أفضى إلى إفلاس أكبر تعاونية بجهة مراكش تانسيفت الحوز، يراكمون الثروات، ويتمتعون في ضيعاتهم الشاسعة، ويقيمون الولائم والحفلات، دون أن نغفل مقتنصي المناسبات الذين يتخذون من مآسي العمال وآلامهم فرصة لحملتهم الانتخابية، والسعي إلى وضع المساحيق على وجوه لا تعرف الخجل.
تحمل ضحايا تعاونية الحليب مشاق الطريق صباح يوم الجمعة 22 تونبر من السنة الجارية، ونطموا وقفة أمام الباب الرئيسي لمجلس الجماعة،رفعوا خلالها شعارات منددة بسياسة التجويع، ومطالبة بضرورة محاسبة المتسببين في إفلاس التعاونية، وتشريد عمالها وفلاحيها والمتعاونين معها، كما ذكرت بمعاناتها المادية،
هذا وخرجت عمدة مراكش ونائبها البرلماني ليطمئنوا العمال ويزرعوا في قلوبهم الأمل، حيث وعدت فاطمة الزهراء المنصوري الضحايا بالوقوف إلى جانبهم، والسعي لوجود حلول ولو مؤقتة تمكن العمال من اجورهم، كما وعدتهم بطرح المشكل على مستوى البرلمان، والاتصال بمدير التعاونية وباقي المسؤولين وعلى رأسهم الحبيب بنطالب وبنمسعود، والعلمي….لدفعهم لاتخاذ خطوات إيجابية لصالح من أفنوا عمرهم في خدمة التعاونية.
محمد السعيد مازغ