هي ثالث مدن المملكة المغربية سكانا وتقع في جنوب الوسط، وقد بلغ عدد سكانها أكثر من 900 ألف نسمة في عام 2012. ويعود تأسيس المدينة لعام 1062 ميلاديا على يد أبو بكر بن عامر، ابن عم الزعيم يوسف بن تاشفين، القائد المسلم الذي أسس دولة قوية تمتد من تونس شرقا إلى الأندلس غربا وإلى مالي جنوبا، والذي سميت له مدرسة ابن يوسف أشهر مدارس المدينة.
وتحدد المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش سنة 1070 م على يد المرابطين، وهم مجموعة قبائل أمازيغية رحل أتت من الصحراء. وقد تطورت هذه المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061 – 1107) إلى حد كبير نتيجة التوسع المرابطي في أفريقية والأندلس، لتصبح المركز السياسي والثقافي للغرب الإسلامي.
وبعد استتباب الأمر للموحدين عقب دخولهم المدينة سنة 1147م، اتخذوها عاصمة لحكمهم وأنجزوا بها عدة معالم تاريخية لازالت تشكل مفخرة عصرهم كصومعة الكتبية بمسجديها، الأسوار، الأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرة على وادي تانسيفت ظلت تستعمل حتى عهد قريب. وهكذا عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعا كبيرا جعل منها مركزا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا لا نظير له في الغرب الإسلامي.
وظلت مراكش عاصمة للموحدين حتى أيام الواثق بالله أبي العلاء إدريس المعروف بأبي دبوس الذي تحالف مع بني مرين ليتولى الخلافة نظير تخليه لهم عن مدينة مراكش، فانتهز أبو دبوس فرصة خلو الأسوار من حراسها وحاميتها وتسوّر مراكش من باب “أغمات” ودخلها على حين فجأة وقصد القصبة فدخلها من باب “الطبول”، ففر المرتضى من مراكش إلى “آزمور”، حيث مات قتيلا عام 1267.
وأمام ضعف الموحدين، استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269 على المدينة غير أنهم اتخذوا من فاس عاصمة لهم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي، وهو ما أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها إلى مركز ثانوي.
وفي سنة 1551 استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للسعديين (1589م -1659م). وفي عهدهم تم تشييد بنايات ومنشآت جديدة، لعل أهمها قصر البديع ومجمع المواسين ومدرسة ابن يوسف وقبور السعديين وعدد من السقايات.
وتحت حكم العلويين، قام المولى رشيد بترميم مسجد بن صالح المريني، غير أن خلفه المولى إسماعيل أولى كل اهتمامه بعاصمة حكمه الجديدة “مكناس”. لكن السلطان سيدي محمد عمل على إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك من خلال إنشاء أحياء ومعالم جديدة.
ويمكن القول إن مراكش اتخذت شكلها النهائي ابتداء من فترة حكم هذا السلطان، إذ اقتصرت المراحل القادمة على ترميم ما تم إنجازه منذ العصر الوسيط.