عبد المجيد تبون أضحوكة القرن 21

الانتفاضة

ابراهيم السروت

قصة مضحكة تلك التي جاء بها عبد المجيد تبون رئيس دولة الجزائر في إحدى خطاباته، حيث قام باختراع كذبة مخجلة دون حياء وذلك أمام الملأ في افتتاحية الملعب الذي أطلق عليه إسم نيلسون مانديلا، مصرحا بأن هذا الأخير التحق بصفوف المجاهدين بالجزائر سنة 1961. يا لها من كذبة ونكتة أبريل جاءت قبل موعدها. لماذا يستمر هذا الرجل دائما في التفوه بأقاويل وأكاذيب لا أساس لها من الصحة وما يثبت بهتان ما يأتي به هو التاريخ المكتوب المتواجد برفوف المكاتب والمتاحف الدولية؟ هل يتعمد عبد المجيد تبون وضع نفسه في حالات إحراج متتالية أمام العالم؟ أم جهله هو ما يضعه في مواقف كهذه؟.

الجميع يعرف أن نيلسون مانديلا كان صديقا للمرحوم الدكتور عبد الكريم الخطابي الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية بالمغرب، وأول رئيس لمجلس النواب بالمغرب، والذي شغر عددا مهما من المناصب الكبرى بالمغرب، بجانب الحسن الثاني، كما كان طبيب الخاص لمحمد الخامس المجاهد الأكبر طول حياته.

وبحديثنا عن الدكتور عبد الكريم الخطابي وعلاقته بنيلسون مانديلا، إلا ويجب الحديث عن طلب هذا الأخير لقاء الخطابي رحمه الله، والذي استقبله كمسؤول في عهد الحسن الثاني وذلك لغرض مساعدته على تحرير بلاده، وهذا ما كان له، فقد لبى له الحسن الثاني رحمه الله جميع طلباته من توجيهات سامية وأفكار قوية، ومده بالمال والسلاح وما إلى ذلك من الأشياء التي من شأنها أن تساعد نيلسون مانديلا على تحقيق الانتصار والحرية وبالتالي انتصار الحق.

مع الأسف وكما هو المتعارف فالمدافع عن الحق دائما ما يقع في فخ الظالمين، وهذا ما حدث مع نيلسون مانديلا حين تم اعتقاله واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962أُدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. مكث مانديلا 27 عاماً في السجن، أولاً في  جزيرة روبن ايلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

اعتقاله  هذا لم يمنعه من إكمال ما بدأ من نضال، بل على العكس لم يزده السجن إلا إصرارا وعزيمة ليصبح أقوى مناضل في العالم، نضال يشهد له التاريخ، ناضل من أجل تحرير بلاده من العنصرية والاستعمار،ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية سياسيا، حتى أصبح أول رئيس لدولة الجنوب أسود اللون، وفي جميع خطاباته كرئيس دولة بجنوب إفريقيا، لم يبخل نيلسون مانديلا بالشكر والامتنان لدولة المغرب وعلى رأسهم المرحوم الحسن الثاني، واستقبل زعيم العدالة والتنمية عبد الكريم الخطابي في بلاده جنوب إفريقيا، ونادى إليه باسمه إلى المنصة التي كان يخطب فيها كرئيس جمهورية . وتقدم  نيلسون مانديلا بعبارات المحبة والشكر والثناء لعبد الكريم الخطابي، ولجميع المغاربة وعلى رأسهم الملك الحسن الثاني رحمه الله.

عبد المجيد تبون يبرهن في كل مرة من خلال خرجاته الإعلامية عن جهله بالتاريخ وبالسياسة والدين وحتى لا يفقه شيئا في البروتوكول، وذلك بقصصه المزيفة الكاذبة المخالفة للتاريخ، فالتاريخ يسجل كما هو الشأن لكل ما ذكرناه عن نيلسون مانديلا فهو مسجل صوت وصورة، ولن تغير نكات عبد المجيد تبون أي شيء سوى أنها تظهر حماقاته للعالم لكي يعرف العالم من هم جيراننا .

Share

عن ابراهيم السروت

تحقق أيضا

الحكومة تشرع في مراجعة النفقات العمومية لقطاعي الماء والتعليم

الانتفاضة خلص اجتماع موسع ترأسه، أمس الأربعاء بالرباط، كل من الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد …