كان الاحتفال بعيد الفصح في التشيك مختلفا وطريفا إذ قام الشباب وحتى الرجال المتزوجون بضرب الفتيات على مؤخراتهن بعصي. احتفل التشيكيون بعيد الفصح بطريقة مختلفة تماما عن الشعوب الأوروبية الأخرى، حيث يترقب الرجال حلول العيد بشوق كبير لأنه يمنحهم الفرصة لضرب نسائهم وصديقاتهم وشقيقاتهم وأمهاتهم على مؤخراتهن، اعتقادا منهم أن ذلك يجدد شبابهن وعافيتهن. ويطلق على هذه الطريقة من الاحتفال “بوملازكا”، نسبة إلى العصا التي تضرب بها النساء، وهي مصنوعة من غصون الصفصاف الملفوفة بشكل وثيق، ويقال إن جذور هذا التقليد تعود إلى القرون الوسطى.
ولا يُحتفل بالعيد بهذا الشكل في المدن التشيكية الكبيرة، سوى بين أفراد العائلة، على خلاف الوضع في الريف، حيث يُتمسك بهذه الطريقة بقوة وفق نظام خاص لها. ويعتبر تقليد “بوملازكا” حدثا اجتماعيا في الريف خلال الربيع، وشكلا متميزا من أشكال التواصل بين الرجال والنساء، لا سيما بين الشباب والفتيات، ولا يلعب الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي للرجال أو النساء دورا في هذا التقليد، وإنما الأمر الحاسم فيه هو أنه مداعبة من قبل الرجال للنساء وتواصل اجتماعي ومرح.
ولا ينظر إلى هذا التقليد أبدا على أنه نوع من العنف، رغم أنه يترافق مع منح الهدايا التي تقدم للرجال الذين يتولون “الضرب”، مثل الحلوى والبيض. ويعتبر البيض الملون الهدية الأكثر رواجا في هذا العيد، حيث يُلون بألوان مختلفة وتلصق عليه رسومات مرحة، ويعتبر البيض المطلي باللون الأحمر، الأكثر جمالا لأن الأحمر لون الدم والحياة. وتعتبر التشيكيات لسعة “البوملازكا” دعابة وتقليدا تعودن عليهما منذ الصغر.