عاجل

صيام شهر رمضان فرصة وقائية وعلاجية

الصوم-602x330

 

لشهر رمضان المبارك فوائد صحية ونفسية واجتماعية وتربوية عظيمة أهمها تدريب النفس على الصبر والالتزام.

يعتبر الصيام في رمضان الطريقة المثالية لحل الكثير من المشاكل الصحية، فمن المعروف أن نمط حياة المسلم يتغير في رمضان، فتسنح له فرصة كبيرة لبناء نظام حياة صحي متكامل، يسهم في تخفيف وزن الجسم، وضبط مستوى السكر في الدم.

وقد أثبت الطب الحديث أن الصيام “ظاهرة طبيعية”، ويجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وهو حاجة ضرورية جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل والتنفس والحركة والنوم.

وتكمن أهمية الصيام في مساعدة الجسم على القيام بعملية الهدم للتخلص من الخلايا القديمة، وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته.. ولعل نظام الصيام المتبع في الإسلام، والذي يتضمن الامتناع عن الطعام والشراب لأربع عشرة ساعة على الأقل، هو نظام مثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، وذلك بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام.

وليس الانسان وحده هو الذي يصوم بل إن الحيوانات ايضا تصوم، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها ، فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام ، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينه بدون طعام .

صيام شهر رمضان فرصة وقائية :

أثناء فترة الصيام والتي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على سكر الجلوكوز على وجبة السحور ، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية و الدهنية المخزونة في أنسجة الجسم وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة ، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار تتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطى الجسم قوة ونشاط وحيوية .


الصيام يجدد الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا

شهر رمضان فرصة حقيقة لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا وذلك لأن الصوم يؤدى إلى تأثيرين مهمين وهما :

  1. أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فترة الصيام فان من بين هذه المواد المتراكمة الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية فيؤدى ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج ، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم ، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا ، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة
  2. انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه .

images

صيام شهر رمضان فرصة علاجية

يعتبر الصيام علاجا فعالا أو مساعدا لكثير من الأمراض ومن بين هذه الأمراض الذي يؤثر في شفائها وعلاجها الصوم:

  1. أمراض الحساسية : بعض أمراض الحساسية تزيد بتناول أنواع معينة من الأطعمة بعضها معروف مثل السمك، البيض، الشيكولاته، الموز، والبعض الآخر غير معروف. و أثناء الصيام يستريح الجسم من هذه الأطعمة وبالتالي يشعر مرضى الحساسية براحة كبيرة مع الصيام .
  2. حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا يزداد بالوجبات كثيرة الدهون، وهذه الأمراض تتحسن كثيرا بالصيام .
  3. يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية، إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به .
  4. السمنة أو زيادة الوزن : يعتبر شهر رمضان طبيب تخسيس مجاني وفرصة عظيمة لذوى الوزن الزائد بشرط أن يتم الالتزام بشروط شهر رمضان الصحية كالاعتدال في الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل .
  5.  يعالج الصوم كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن ذلك لان امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي بأن تتقوى وتزداد عملها وحيويتها. كما يلعب العامل النفسي دور كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي وذلك نتيجة لما يسببه شهر رمضان من السعادة والبهجة و طمأنينة النفس و هدوء البال.

مجموعة من النصائح من اجل صوم صحي:

من أجل البقاء بحالة صحية جيدة خلال شهر رمضان، يوصي الأطباء بالاستيقاظ للسحور، وزيادة عدد الوجبات، والابتعاد عن المعجنات، وتناول الأغذية الغنية بالحبوب، إضافة إلى شرب كمية كافية من السوائل.

ـ شرب 2 لتر من الماء على الأقل يومياً، لأن شرب الماء خلال شهر رمضان يعد أمراً هاماً جداً بسبب فقدان الجسم لكميات من السوائل؛ نتيجة الحرارة المرتفعة وزيادة التعرق، وبالإمكان شرب العصائر الطبيعية.

 ـ مضغ الطعام بشكل جيد قبل بلعه، والأكل بشكل بطيء.

ـ زيادة عدد الوجبات حتى 4، حيث يفضل تناول وجبتين في الفترة ما بين الإفطار والسحور، لتصبح أربعة خلال اليوم، كما يمكن تناول بعض الحلويات والفواكه بين الوجبات.

ـ شرب المياه على السحور إضافة إلى تناول غذاء غني بالبروتين كالبيض والحليب، وجبنة خالية الدهون التي تشعر الشخص بالإشباع لفترة طويلة وتبطئ من عملية الإستقلاب، واغدية غنية بالبروتين والكالسيوم وفيتامين “B” على الإفطار.

ـ التخفيف من تناول الحلويات واستبدالها بالفاكهة، والتمر والفاكهة المجففة.

يفضل أن تحتوي وجبتا الإفطار والسحور على الأطعمة الطازجة خاصة الفواكه والخضراوات.

ـ الإبتعاد عن المعجنات، ويفضل تناول الحبوب التي تشعر بالإشباع لفترة طويلة.

يجب الابتعاد قدر الإمكان عن المواد الدهنية وخاصة الأطعمة المقلية التي قد تؤدي إلى عسر الهضم.
يفضل تجنب أكل الفلفل والبهارات قدر الإمكان لأن ذلك يؤدي إلى حموضة المعدة ومشاكلها.
ـ التعجيل بالإفطار بتناول عصير الفواكه الطبيعي أو التمر فإنها أسرع هضما وامتصاصا «تمتص بـ5 دقائق» حيث تمد الجسم بالسكريات البسيطة اللازمة لتنبيه المخ وإزالة الشعور بالخمول والكسل‏، مع مراعاة ألا تكون مثلجة كي لا تؤدي إلى انقباض المعدة.

ـ تجنب تناول المشروبات الغازية مع الإفطار للمساعدة بعملية الهضم؛ «حيث تساعد على الشعور بالشبع قبل الشعور بالشبع الحقيقي كما أنها تخفف عصارات المعدة اللازمة للهضم حيث تسبب عسر الهضم» ويفضل استبدالها بالعصائر الطبيعية.

HG

ـ تفادي شرب الشاي والقهوة بعد الإفطار مباشرة لأن المواد الموجودة في الشاي والقهوة تغلف جدار المعدة بطبقة كيتينية مما يقلل من إفراز عصارة المعدة وأنزيماتها مما يقلل من عملية الهضم ويؤدي لعسر الهضم.

ـ ينبغي على الذين يبدؤون إفطارهم بإحتساء الشوربة، الانتظار قرابة نصف ساعة للبدء بتناول الطعام الرئيسي، كما يفضل أكل بعض من التمر، ويمكن تناول الزيتون والجبنة أيضاً قبل الطعام الرئيسي، الذي يفضل أن تكون مكوناته قليلة الدهون وغنية بالخضروات، ويفضل وجود اللحم والبقوليات فيه.

ـ عدم النوم بعد الإفطار، إذ يتسبب في بطء عملية الاستقلاب، التي من شأنها أن تفتح الطريق أمام تحول العناصر الغذائية إلى دهون، بالإضافة إلى تسببها بمشاكل هضمية، لذلك يفضل المشي بعد الإفطار.

ـ الاستيقاظ على السحور، حيث من الخطأ تناول الطعام قبل النوم من أجل عدم الاستيقاظ على السحور أو الاكتفاء بشرب الماء والنوم.

ـ تناول وجبة السحور وعدم تجاهلها يساعد على تحمل الصيام والقيام بالأعمال اليومية، حيث من الخطأ تناول الطعام قبل النوم من أجل عدم الاستيقاظ على السحور أو الاكتفاء بشرب الماء والنوم.

ـ من العادات الخاطئة هي تبكير وجبة السحور والصحيح هو تأخيرها حتى ندع مجالا لهضم طعام الإفطار.
تحل وجبة السحور مكان وجبة الفطور العادية وعليها أن تتألف من نفس الأطعمة. ويجب تفادي تناول الوجبات السريعة.

يفضل في وجبة السحور تناول الأطعمة التي تفي باحتياجات الجسم الغذائية والتي لا تشكل عبئا على عمليات الهضم فالخبز والأجبان قليلة الدسم أو اللبنة من أفضل الوجبات بالإضافة إلى الفاكهة الطازجة أو المجففة

 ـ تجنب النوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور الذي يؤدي بدوره إلى الإضرابات الهضمية وما يتبعها من اضطرابات النوم.

انجاز: جميلة ناصف

 

Share

عن Al intifada

تحقق أيضا

بلاغ جديد من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

الانتفاضة انطلقت، اليوم الأربعاء 10 ماي 2023 بالرباط، جولات اجتماعات اللجنة المشتركة بين وزارة الصحة …