سوريا لديها “قلق بالغ” من مخاطر تعرض مفاعل للهجوم نقل دبلوماسي سوري كبير اليوم “الثلاثاء 10 شتنبر”الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية “القلق البالغ”في بلاده من المخاطر المحتملة التي قد تترتب على اصابة مفاعل أبحاث قرب دمشق خلال أي ضربات عسكرية ضد حكومته.
وجاءت تصريحات السفير بسام الصباغ بعد يوم من نشوب خلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول ما اذا كان يتعين على وكالة الطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة تحليل التأثير المحتمل في حالة تعرض الموقع القريب من العاصمة السورية لهجوم أثناء الضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.
وقالت روسيا الاسبوع الماضي ان أي عمل عسكري ضد الحكومة السورية قد يسبب كارثة اذا أصيب مفاعل للابحاث قرب العاصمة السورية يحتوي على يورانيوم مشع “عن قصد أو دون قصد”.
وطالبت روسيا الوكالة الدولية باجراء تقييم عاجل للامر مع استعداد الولايات المتحدة لتوجيه ضربات عقابية الى سوريا ردا على هجوم مزعوم بالغاز السام في خضم الحرب الاهلية الدائرة هناك.
لكن السفير الامريكي لدى الوكالة الدولية جوزيف ماكمانوس قال لمجلس محافظي الوكالة في اجتماع أمس الاثنين “طلبات اجراء تقييم شامل للمخاطر لسيناريوهات افتراضية تقع خارج الاختصاص القانوني للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي تطور لاحق أمس الاثنين قد يؤدي الى تفادي توجيه ضربات عسكرية أمريكية لسوريا قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه يرى تطورا ايجابيا محتملا في الازمة بعد أن اقترحت روسيا أن تضع سوريا أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة دولية.
وقال الصباغ بعد اجتماعه مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ان بلاده تؤيد “بقوة”الاقتراح الروسي بأن تجري الوكالة تقييما.
وقال للصحفيين على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة انه عبر لامانو عن قلق سوريا البالغ فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة لاي هجوم عسكري على منشات تخضع لاتفاق ضمانات السلامة في اشارة الى المواقع التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الوكالة الدولية التي قالت في تقرير الشهر الماضي انها تراقب عن طريق صور الاقمار الصناعية مفاعل الابحاث السوري و”المواقع الاخرى ذات الصلة بضمانات السلامة”.
وقال أمانو أمس انه يدرس الطلب الروسي.
وقال الصباغ انه أكد للمدير العام أن الوكالة الدولية مفوضة ومسؤولة عن اجراء هذا التحليل وتقديمه للدول الاعضاء. واستطرد قائلا انه مرتبط بالسلامة والامن النوويين.
ويقول خبراء في المجال النووي ان ما يسمى بمفاعل النيوترون الصغير في سوريا وهو نوع من مفاعلات البحوث يعمل عادة باليورانيوم عالي التخصيب هو مفاعل صغير لكن اي تسرب اشعاعي منه قد يمثل خطرا محليا.
ويضيف الخبراء ان الكيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يوجد عادة في هذا النوع من المفاعلات لا يقترب من الكمية المطلوبة لصنع قنبلة نووية واحدة وهي 25 كيلوجراما.
وأوضحت وثيقة للوكالة أن المفاعل الذي يعمل بالماء الخفيف بنيفي اوائل التسعينات وأن وقود اليورانيوم عالي التخصيب جرى تخصيبه الى نسبة تقترب من 90 بالمئة وهو مستوى النقاء المطلوب لانتاج أسلحة ذرية.