ساكنة دواوير منطقة ايت اومديس الجنوبي اقليم ازيلال تستغيث، فهل من مغيث !؟ + فيديو

RT

الانتفاضة / كاميرا: فتح الله الطرومبتي

كانت الزيارة لمنطقة أيت اومديس الجنوبي التابعة لجماعة تيسولان قيادة ايت تمليل إقليم أزيلال، كمن خرج من مغرب الحضارة، ليجد نفسه امام واقع معيشي مر، تغيب فيه ابسط الشروط المعيشية ، وتضيع فيه الحقوق، وتنتهك المواطنة، كان بلوغ الدواوير والوصول إليها يتطلب المشي على الأقدام ، والصمود امام وعورة الطريق وانحرافاتها ووديانها وسواقيها.. 

خرجنا من مراكش حوالي الساعة التاسعة صباحا، وعدنا إليها حوالي 2 صباحا، أغلب الوقت قضيناه في الطريق، نصعد الجبل ثارة، ونعبر منحذرا تارة اخرى، وبين هذا وذاك انعراجات نحو اليمين او الشمال، وتوقف لأخذ قسط من الراحة، والتقاط الانفاس، وأيضا لتمتيع العين بجمال الكون الرباني الذي يدل على عظمته تعالى وقدرته ومشيئته، وبما وهب هذه المنطقة من خيرات طبيعية،لا مصانع ولا دخان سيارات، لا ضجيج ولا ازدحام، فضاء مفتوح على الجبل، يصحو على زقزقة الطيور، وثغاء الغنم او المعز، وخوار البقر، ولا يعوزه إلا المرافق الضرورية التي تخفف عن المواطن عناء التنقل من أجل الاستشفاء أو العمل، 

76

خلال المسير،  قطعنا الوادي مضطرين لغرس أقدامنا في المياه.. كان شغلنا الشاغل هو الحذر من الانزلاق والإصابة، لأن وسيلة النقل الوحيدة التي تصل إلى مجموعة من الدواوير هي البغال،وإذا تعذر ذلك فالحمل يكون على الأكتاف، أو اللحد الخشبي الذي ينقل به الأموات ….

معاناة ساكنة منطقة أيت اومديس الجنوبي التابعة لجماعة تيسولان حوز مراكش معاناة تنطلق من الطريق غير المعبدة الطويلة والمرهقة،  المسافة الفاصلة بين السوق الاسبوعي خميس غجدامة ، ومجموعة من الدواوير كدوار ايت واحي تبلغ المسافة التي تفصله عن سوق غجدامة حوالي 8 كلم ، ، ومنه كانت الانطلاقة إلى دوار أسوال، وزكدة، واسكنفو ، اكدمة ، إزلول، أكنسوان …علما ان المنطقة جبلية وتتطلب الصعود والنزول والحذر من الانزلاق، والقوة البدنية لتحمل مشاق الطريق، والتأقلم وأحوال الطقس.

دواوير محرومة من المستشفيات والمستوصفات ومن العناية الطبية، ينقل المريض على نعش الأموات، ويقطع به حملا على الاكتاف مشيا على الارجل، أو على ظهر البغال ، قطعا للوديان والسواقي، مرورا بالحفر والمنعرجات والمنحذرات…، حوالي 8 كلم ذهابا ومثلها إيابا المسافة  المذكورة لبلوغ السوق والبحث عن وسيلة مواصلات لتتمة المسير، وغالبا ما يتوفى المريض او المرأة الحابل، في الطريق قبل بلوغ مستشفى المدينة، او يتضاعف المرض وتنهك قواه وتزداد حالته الصحية حرجا.وفي فصل الشتاء، حيث يشتد البرد، وتتساقط الثلوج، وتفيض الوديان، ويرتفع الطلب على الخشب وقنينات الغاز للتدفئة والطبخ والاضاءة، إذ ذاك تتوقف الحياة، ويصبح من باب المستحيلات الاتصال بالعالم الخارجي أو إيجاد منفذ له.

ER

أطفال القرية المتمدرسين لا يتجاوز اغلبهم عتبة التعليم الابتدائي، فهم مجبرون على الرحيل عن الدوار والاستقرار في حيث يوجد ” الكوليج ” في دمنات ” 80 كلم”، أو مدينة مراكش ” 130 كلم “، ويتطلب على المتعلم أن يبحث عن سكن ومصاريف إضافية تساعد الطفل أو الطفلة على تحمل ابتعاده عن اسرته، والتأقلم مع حياة جديدة. أما الفقراء منهم ويمثلون شريحة كبيرة، فهم يضطرون لمنع أطفالهم من مواصلة الدراسة، لخوفهم وعدم اطمأنانهم على بناتهم وأطفالهم بعيدا عن الدوار، وعدم قدرتهم على تحمل أعباء السفر، مما يدفعهم لإقحام الأطفال في عالم الشغل المبكر، حيث الاعمال الشاقة، والأتعاب اليومية مقابل اجر هزيل جدا قد لا يكفي لسد جوع البطن.

بالمناسبة، لا بد من الإشادة بجنود وزارة التربية الوطنية، اولئك الأطر التربوية التي تعمل في ظروف قاهرة، داخل فرعيات أقسامها مهترئة،  وجدرانها متصدعة، وقد نجحوا في التأقلم مع طبيعة المنطقة القاسية،  وصمدوا واستقروا وعملوا على محاربة الجهل وأداء الواجب.

هذا وفي تصريح للجريدة يقول أحد السكان:” حرمت الاسر القاطنة بالدواوير المذكورة من التسوق منذ ثلاث أشهر بالتمام والكمال ، فالنهر المنهمرة مياهه، يفصل المنطقة إلى شطرين، حيث يحول دون قطعه إلى الجهة المعاكسة، وزاد من معاناة الساكنة انعدام وجود قنطرة تفي بالغرض“.

66

 وللإشارة، فالسكان يتحدثون عن تبليط مغشوش لإحدى القناطر، حيث تم تبليطها بالتراب وقلة الإسمنت، وبعض القضبان الحديدية الضعيفة “حجم 8″، الشيء الذي عجل بزوالها، وعدم صمودها امام فيضان الواد، والآن، بقي الواد بدون قنطرة، ونفض المسؤولون أيديهم بعد تجاهلهم للمطالب الملحة والمشروعة للتخفيف من معاناة حوالي تسع دواوير، فاكتفوا بالتفرج ساكنىة تضع الأخشاب والحجارة وغيرها من الوسائل البدائية من أجل تسهيل عبور الوادي من طرف السيارات والناقلات،وإذا ارتفع منسوب المياه، انتظروا ساعات او ايام وشهورا ، مستحضرين الكوارث التي شهدتها العديد من المناطق المشابهة لمنطقتهم، علما أن امرأة من الدوار توفيت وسط الواد خلال احدى محاولات العبور.

يقول الحسين السهلي رئيس جمعية ازلولن للتنمية الاقتصادية والاجتماعية:” وعود السياسيين والمسؤولين  المحليين لا تجدي نفعا، فهم شخصيات ألفت لغة التسويف:” سنبلط الطرق ونعبدها، سنصلح القناطر ونهيئها كممرات اساسية تعفي الساكنة من المرور من وسط المياه، سنبني الاعدادية والثانوية، سنفك العزلة عن الدواوير وغيرها من الوعود الكاذبة التي لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع”،نحن نطالب وبإلحاح بناء إعدادية لأبنائنا المتمدرسين، وقنطرة للوادي، ومستوصف طبي، وتعبيد الطريق وفك العزلة عن الدواوير، مطالب لا تكلف الكثير، وتحتاج إلى الإرادة وحسن التدبير، والإحساس بالآخر.فهل من مجيب لنداء استغاثة مواطنين مغاربة يصارعون من أجل البقاء في ظروف طبيعية جد صعبة وبنية تحتية شبه منعدمة.

https://www.youtube.com/watch?v=FeG3Trqb87o

Share

عن Al intifada

تحقق أيضا

الحكومة تشرع في مراجعة النفقات العمومية لقطاعي الماء والتعليم

الانتفاضة خلص اجتماع موسع ترأسه، أمس الأربعاء بالرباط، كل من الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد …