تعتبر دور الشباب من المسائل التي تشغل بال المهتمين بقضايا الطفولة والشباب ببلادنا. ومشاكلها أصبحت مطروحة بحدة على شاكلة بقية المؤسسات الثقافية ببلادنا, وقبل أن نخوض في الحديث عن هذه المشاكل بشكل عام لابد من إعطاء تعريف ولو مبسط لهذه الدار . فهي مؤسسة تربوية ثقافية واجتماعية تساعد على تكوين وتاطير الطفل والشاب وإدماجهما في المجتمع . بناء على هدا التعريف المختصر الذي أوردناه سنطرح مجموعة من الأسئلة نبني عليها طرحنا وتصورنا حول هذه الدار ونعري هذا الواقع الذي نعيش فيه كفاعلين أطرا وروادا وأول سؤال سيكون بلا شك انطلاقا من التعريف نفسه :هل بالفعل دار الشباب مؤسسة تربوية ؟ هل بالفعل لازالت دار الشباب اليوم بوضعها الحالي قادرة على تكوين اطر في مجالات متعددة ومتنوعة؟ هل هناك فعلا تواصل حقيقي بين الإدارة والجمعيات؟ هل تتوفر هذه المؤسسات على تجهيزات كافية وتشتغل بوسائل متطورة ؟ هل هناك وسائل وأدوات للترفيه بالنسبة للطفل والشاب داخل هده الدار؟ هل المشاكل التي تتعلق بالممارس تطرح وتحل داخل الدار؟ وقبل هذه الأشياء هل هناك حرية داخل هذه البناية تجعل الرواد يحسون بالأمن وبالتالي تجعلهم يتمسكون أكثر بدار الشباب .
كل هذه التساؤلات اذا أسقطناها على بساط واقع دار الشباب المغربية اليوم لن نجد ولو تساؤلا واحدا يشفع لها أن تكون حقا دار الشباب تؤطر الطفل والشباب كما جاء في التعريف. أن دار الشباب اليوم لاتؤطر لاتربويا ولا ثقافيا فجلها يعاني من مشاكل يومية إما بسبب قلة عدد القاعات مقابل كثرة الجمعيات والأندية التي تتخذ دار الشباب مقرا لها. ثم إن هذه القاعات نجد اغلبها غير صا لح للاشتغال لكونها قديمة البناء أو من جراء عدم اثقان عملية بنائها مما يجعلها تحت رحمة التقلبات الجوية والمطرية.
لقد أصبحت دار الشباب اليوم عبارة عن فضاء لضياع وإهدار الوقت والطاقات. فهناك بعض الانتهازيين الذين يسعون إلى تأسيس جمعيات وأندية هدفها الأساسي هو الاسترزاق في الأنشطة التربوية وبذلك أصبحت هذه الجمعيات التجارية مظهرا أخر يعبر عن تفاقم الأزمة بهده الدور. وهناك اخطر من ذلك فالبعض يرتاد دور الشباب لاهم له سوى التحرش الجنسي وممارسة سلوكات لا اخلاقية مما يطعن العمل الجمعوي في الصميم.
كما نلاحظ أن بعض مدراء دور الشباب وان كانوا قد تمرسوا في العمل الجمعوي فان هاجس التدبير والتسيير الإداري والهيمنة العقلية الإدارية والبيروقراطية يظل طاغيا على توجههم مما يؤطر سلبا على العملية التربوية.
وهذا ما نلمسه في علاقة الإدارة بالجمعيات والتي يكسوها في الغالب طابع التشنج وعدم التواصل المطلوب ويمكن أن نشير كذلك إلى أن تسيير دور الشباب لازال يخضع لوصاية وزارة الداخلية وهيمنة الهاجس الأمني’ فهناك قوانين تهدف إلى ضبط الشباب ومراقبة أنشطته وبرامجه حتى أصبحت هذه الدور عبارة عن مقاطعات ومخافر للشرطة ليس الا. كما أن جل الأنشطة التي تمارس لم تعد تواكب التطور والتغيير الحاصل في مجال التنشيط السوسيوثقافي. فلا وجود لوسائل سمعية بصرية ولا وجود لأندية متطورة. اذن هذه مجموعة من المشاكل تعتبر معيقا لعمليات إقبال الشباب على هذه المؤسسة نتمنى حلها لكي تتمكن من مزاولة نشاطها في جو ومناخ سليم وتعود دار الشباب إلى عطاءاتها النبيلة كما كانت من قبل.
بازغ لحسن