جريدة الإنتفاضة النسخة الإلكرونية لجريدة الإنتفاضة
مقالات ذات صلة
يونس شهيم
أكتب مقالي هذا ليلة الإضراب العام وكلي أمل أن يعلن السيد رئيس الحكومة عن استقالته من منصبه في مفاجئته السارة وعد أن يزفها للمغاربة قاطبة يوم الإضراب، وذلك حفاظا لماء الوجه ،ثم استحياء لو كان في قلبه ذرة حياء عسى الله وبعده الشعب يغفر للرجل زلاته وأخطاءه!
لقد بات واضحا للشعب الذي أحبطت آماله التي طالما عقدها على الإسلاميين، حيث انتظر المغاربة لسنين إتاحة الفرصة للإسلاميين للإدلاء بدلوهم في ميدان السياسة ليكتشفوا في الأخير أن أقصى ما يمكن للحكومة الإبداع فيه تحديد نواقض الوضوء!
انتظرت كل فئات الشعب المغربي من الحكومة وفاءها بالعهد فكان أن تمكرت لأصحاب المحضر من الأطر العليا فكانت النتيجة أول حالة إضرام النار في الجسد في تاريخ الدولة من توقيع حكومة البيجيدي!
انتظرت الصحفيات المحجبات قدوم حكومة إسلامية حتى يتمكن من الإطلالة على المشاهدين من خلال القنوات الوطنية إلا أنهن ظللن خلف الكاميرات وخلف الكواليس في زمن الوزير الإسلامي!
انتظر نساء ورجال التعليم قدوم حكومة عادلة من شأنها أن تنصفهم من بطش النواب والمفتشين فما زادهم مع قدوم الحكومة سوى شططا على شطط فكثرت الانهيارات العصبية والأمراض النفسية في صفوف الأساتذة الذين يسجنون بدل محاسبة من كان سببا في إلحاق أمراض النفسية بهم!
انتظر المقهورون من هذا الشعب قدوم حكومة محسنة تجود عليهم برغد العيش ورفع قدرتهم الشرائية فلم يروا منها سوى الزيادات في جميع المواد الاستهلاكية وزيادات فواتير الكهرباء والماء الصالح للشرب!
تمخض الجبل فأنجب حكومة بعوضة تنتشي بمص دماء الغلبة والمقهورين في كل مناسبة!
حكومة صماء لا تنصت للمطالب والاقتراحات، حكومة “الراس القاسحة” ، حكومة لو طارت معزة!
لا يهمها استقرار هذا البلد الأمين في شيء!
الحمد لله أن وهب لهذا الشعب صفات الصبر والحلم والحمد لله أن قذف في قلوب المغاربة حب ملكهم وأن جعل الملك في خدمة رعاياه، فهل يلجأ الشعب لتحكيم ملكي قصد إيقاف بعض القرارات غير المحسوبة للحكومة من قبيل مسألة التقاعد وغيرها؟
الواضح أن هناك إجماع وطني حول الإضراب العام الذي يأتي ضدا على التدبير الحكومي فهل يلتقط بنكيران الرسالة ويعمل بالمثل القائل “تقاد أو خوي لبلاد!”؟
