حارس سيارات مغربي يؤلف كتبا بأربع لغات

_47929_omniag 

حارس السيارات المغربي محمد الفيلالي ينشر ثلاثة كتب ويطمح للشهرة باصداراته التي تحمل قصصا من واقع اجتماعي صعب لكنها بالمقابل تحمل بصيص أمل في كل حكاية.

من يراه يعمل حارسا في مستودع للسيارات في مدينة تطوان المغربية لا يتخيل أنه يجيد 3 لغات بخلاف العربية، أو أنه نشر 3 كتب بلغات مختلفة وفي طريقه إلى نشر الرابع.

“لا أكاد أعيل أسرتي، لكني أعيش بأي حال، آسي لحال أولئك الذين لا يحصلون على أقل حاجاتهم، أعمل كحارس في مستودع سيارات بتطوان كل يوم منذ عام 1999 كعبد لأجل أجرة زهيدة”، هكذا عرف محمد الفيلالي الرجل المغربي الذي ترك دراسته بالجامعة ليعمل كحارس في مستودع، بنفسه في كتابه “سلام”.

وينحدر الفيلالي، البالغ من العمر 46 عاما، من مدينة مرتيل الساحلية، أقصى شمالي المغرب، ويكتب القصة القصيرة والشعر، إلى جانب عمله كحارس بمستودع سيارات بمدينة تطوان المجاورة لمدينته.

ورغم كونه لم يتمم دراسته الجامعية، فقد ألف الفيلالي 7 كتب، نشر 3 منها بالفعل، بينما سينشر الرابع قريبا.

ويملك الفيلالي مدونة إلكترونية يقوم من خلالها بالتعريف بنفسه وبمؤلفاته ومدينته أيضا، كما يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها وينشر كتبه إلكترونيا، وهي تحمل قصصا من واقع اجتماعي صعب، لكن رغم الحزن الذي يشعر به القارئ من خلالها، فهناك بالمقابل بصيص من الأمل في كل حكاية.

ونشر الفيلالي الذي درس الأدب الفرنسي في الجامعة لمدة سنتين، حتى الآن ثلاثة كتب، هي “دخيل غير منتظر” وهي رواية باللغة الأسبانية عام 2009، و”سلام” عام 2010 و”أمنية” عام 2013 وكلتاهما مجموعة قصصية نشرت بأربع لغات، هي العربية والإنكليزية والأسبانية والفرنسية، ويمكن الاطلاع عليها في موقعه ومدونته.

وقال الفيلالي “لم أقتنع حتى اليوم بالمقررات التعليمية، لذلك لجأت منذ الصغر إلى تعلم اللغات الأجنبية المتداولة أكثر، وهي الأسبانية والفرنسية والإنكليزية”، مؤكدا أن “المدرسة الرديئة مقبرة للمواهب، وتبقى الإرادة الفردية السبيل الوحيد للانعتاق من مخالب الجهل”.

ويقضي محمد وقت الفراغ بين القراءة والرياضة وقد بدأ بكتابة الشعر بالفرنسية في سن المراهقة، وحين بلغ 18 سنة بدأ يميل إلى كتابة القصص القصيرة.

وأشار محمد الذي تزوج منذ 10 سنوات، إلى أن عمله في مستودع للسيارات ساعده كثيرا في حياته الشخصية، حيث كون أسرة، وتعرف على أناس كثيرين من جميع أنحاء العالم بفضل هوايته.

ويتقن الفيلالي الذي بدأ باستخدام الإنترنت منذ 1999، اللغة الإنكليزية وهو يتكلمها يوميا مع السياح، وذلك للاستعلام ومواكبة الأحداث العالمية لأنها تمنحه مجالا رحبا للتعلم كل يوم أكثر، على حد تعبيره.

وعن كيفية طباعة كتبه، قال الفيلالي “بعدما أطبع كتابي أقدمه لأقاربي، ثم إلى الأقرب فالأقرب حتى السائح القادم من أستراليا، أطبع خمسمئة نسخة فلا تبقى منها واحدة لأني أقدمها بلا مقابل، لكني لا أنكر سخاء الناس وأشكر كل من شجعني بالمال أو بالكلام الطيب”. ويظن الفيلالي أنه سيصبح مشهورا بعد نشر كتابه السابع.

Share

عن Al intifada

تحقق أيضا

ليس كل ما نسميه ذكاءً اصطناعياً هو في الواقع ذكاءٌ اصطناعي. إليك ما يجب معرفته

الانتفاضة في أغسطس من العام 1955، تقدم مجموعة من العلماء بطلب تمويل بمبلغ يقدر ب13,500 …