القضاء الفرنسِي، يدين شابًّا مهاجرا يسمَّى فرِيد بسنةٍ نافذَة من السجن تسلَّى بتعذيبِ قطٍّ عبر قذفهِ في الهواء لأكثر من مرَّة، رغم ندمه واعترافه بالخطأ ، لأ ن قاعدة المحتجين وصلت الى نحو 200 متظاهر وحتى الكلاب العشرة الحاضرة كان لها حضور مؤثر على القضاء الذي أضاف عقوبة المنع من تربية اي حيوان كعقوبة اضافية لفريد وببلادنا ترتكب جرائم لا يمكن وصفها الا بالشروع في الابادة الجماعية ولسان حال الناهبين يقول ان المال السايب يعلم السرقة ، فيجوزلمسؤولينا استهلاك الشكولاطة والبنزين من المال العام دون مساءلة ، ويجوز لهم تهريب العملة بالحقائب الديبلوماسية ، ويجوز لهم فتح الحسابات البنكية ويجوز لهم شراء الشقق الباريسية واللندنية والكيبيكية وبدون سلك المساطر القانونية .
ومن حق الحكومة ان تمتنع عن الكشف عن لوائح المهربين للمال العام رغم التوصل بها من الدول الموقعة على اتفاقية الامم المتحدة لمحاربة الفساد رغم ان اخبار مآسينا تناقلتها وكالة الانباء الفرنسية ومنها خبر وفاة اطفال انفكو الذين يسكنون في جبال تكسوها الثلوج على ارتفاع 1600 متر (400 كلم جنوب شرق الرباط) في منطقة من اكثر مناطق المغرب برودة. و ان معظم الطرقات تصبح غير صالحة خلال فصل الشتاء.
ومنظومة الفساد افلتت العديد من رؤساء جماعات استغرقت محاكماتهم حوالي عشر سنوات وتمت تبرئتهم رغم قوة وسائل ادانتهم ومحماد الفراع وتوفيق حجيرة وكريم غلاب ومنصف بلخياط وياسمينة بادو وخالد عليوة وابدوح والجزولي وبنعيسى وغيرهم لازالت العدالة لم تقل كلمتها في الشكايات الموجهة ضدهم .
فافعال بعض لصوص المال وناهبيه لا تعادل ما ارتكبه المهاجر فريد ولازالوا بدون محاكمة لكن في فرنسا هناك برجيت باردو المدافعة عن حقوق الحيوان تنصبت كمطالبة بالحق المدني والمدعي العام اهتم بحالة قط و رافع عنه قائلا في حق الشاب المهاجر فرِيد انه سادي وعديم الوازع الاخلاقي حينما ظل يقذف القط حتى تم كسر احدى قوائمه فانصفت العدالة الفرنسية القط الابيض والاصهب والمسمى “أوسكَار“، لكن حكوماتنا لم تنصف اطفال انكفو ، فمنظومة الفساد عندنا ادت ببلادنا الى نهب خيراته بلا عقاب تفقيرا وتهميشا وتجهيلا ووزراؤنا وبرلمانيونا وقضاتنا مستمرون في اعتبار جرائم نهب المال العام قضية فيها نظر لكن في فرنسا تعذيب قط قضية لا تغتفر.
محمد طارق السباعي
رئيس الهيأة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب