الانتفاضة
حياة أيت سيدي موح
في ظل الكم الهائل من الضغوظات التي اصبحت تعيشها اليوم منطقة قلعة مكونة ، يحق لكل إنسان أن يتمتع بأعلى مستوى من الصحة ، خاصة وأنها تعتبر أساس الحياة السعيدة والمستقرة، لكن ماذا لو كانت الخدمات الصحية المقدمة من طرف الجهات المسؤولة غير كافية؟ سؤال كشف في ضوء نتائج استبيان عن مدى رضا ساكنة قلعة مكونة عن الخدمات الصحية المقدمة لهم وجودتها،باعتبار الصحة أهم عنصر يمتلكه الانسان ، وبالتالي وجب الاشتغال بجدية على توفير جميع السبل والوسائل والمتطلبات للحفاظ عليها ، لكن في “أرض الورود” قلعة مكونة تبدو الامور مختلفة، حيث يظهر استبيان حديث قمنا به كطلبة الصحافة والاعلام بالجامعة الخاصة بمراكش ،والذي كشف ان سكان المنطقة غير راضين بتاتا عن الخدمات الصحية المقدمة لهم،و التي يشوبها الشح ، سواء على المستوى الاداري او على المستوى الكوادر اطباءا وممرضين او تقنيين، والاهتراء او النقص الحاد الذي يعتري المعدات الطبية والتقنية الأساسية، كما أن العديد من المعدات الأساسية المتوفرة قديمة وقليلة الصيانة، أو غير صالحة للتشغيل، مما يجعل بعض الأنشطة والمرافق الأساسية تتوقف، وهذا يؤثر سلبًا على عرض وجودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى” والتي تقدمها المراكز الاستشفائية الموجودة باقليم تنغير او وارزازات او حتى على مستوى الجهة ككل ، ودون الحديث عن البنيات التحتية القديمة، والقليلة الصيانة، وغير مناسبة لتقديم الخدمات الملائمة و اللازمة، كما أن الطاقة الاستيعابية غالبا ما تكون غير كافية، وخاصة في ما يتعلق بعدد الأسرة”.
وقد شمل الاستبيان عينة عشوائية من ساكنة قلعة مگونة والتي تتراوح اعمارهم بين 18 و45 سنة فما فوق، كما بلغ عدد المشاركين فيه 158 شخص اجابو عن عدة اسئلة حول مختلف جوانب الخدمات الصحية المتاحة في المنطقة مع التركيز على المشاكل التي تحول دون الحصول ساكنة المنطقة على مثل هذه الخدمات.
ووفقا للنتائج التي تم الحصول عليها من خلال الاستبيان فإن الاغلبية العظمى من ساكنة قلعة مگونة غير راضية عن الخدمات الصحية المتاحة حيث بلغت نسبة الاستياء% 69 من المشاركين في حين أن%8.2 فقط من أعربوا عن رضاهم بتلك الخدمات الصحية المقدمة لهم ، بالإضافة الى ذلك يواجه السكان صعوبة في الوصول الى الخدمات الطبية الاساسية، حيث أشار % 97.5 من المشاركين في هذا الاستبيان أنهم يضطرون لقطع مئات الكيلومترات الوصول للمستشفيات المدن المجاورة كورزازات ومراكش من أجل تلقي العلاج ،الشيء الذي يزيد من تفاقم وضعية المرضى وأهلهم ، ويكبدهم مصاريف إضافية .
كما اشارت الساكنة في الدراسة المقدمة اعلاه الى ان مستشفى القرب الوحيد الموجود بقلعة مكونة ما هو الى مبنى لا تربطه اي صلة بمراكز الاستشفاء نظرا لافتقاره للمعدات والأطر الطبية والاجهزة وكذا الادوية ، بل يرسلون اللاجئين إليه الى المدن المجاورة لإجراء ابسط العمليات وهذا ما اكده احد الساكنة : “ملي توصل لمستشفى القرب ،كيعمر ليك الورقة لورززات”. كما عبروا عن تذمرهم من عدم توفر الادوية الضرورية والامصال في الصيدليات المحلية زد على ذلك مشكل التنقل الطبي والاسعاف حيث تعاني الساكنة من شح سيارات الاسعاف ،إلى جانب عدم توفر معضم الاجهزة الطبية الحديثة مثل ( سكانير راديو… .)
علاوة على ذلك ، فإن السكان المشاركين في الاستبيان قد اشاروا الى مشاكل اخرى تتعلق بالخدمات الصحية ،منها غياب الاطباء والممرضين بنسبة% 83.5 وهذا يرجع الى كون الاطر لا يريدون العمل في المناطق النائية بالخصوص جهة درعة تافيلالت حيث أن الاغلبية يفضلون الذهاب الى المدن الكبرى كمراكش الرباط والدار البيضاء ..
ويعد هذا الاستبيان هو الأول من نوعه الذي يسلط الضوء على الأوضاع الكارثية و مرارة العذاب التي يذوقها سكان قلعة مكونة من خلال النقص الحاصل والمهول في الموارد البشرية ونقص الكفاءة والخبرة في الكوادر الصحية ثم الغياب التام للتجهيزات الطبية مما يجعل مستشفى القرب كهفا مهجورا.
تعكس هذه النتائج الحاجة الملحة لتحسين جودة الخدمات الصحية في المنطقة من خلال توفير اطباء وممرضين يتمتعون بكفاءة وخبرة عالية كما ينبغي ارسال لجان المراقية للمستشفيات والصيدليات وايجاد حلول للأطباء من اجل حثهم للاستقرار بالمنطقة كما يجب ان تتحرك الجهات المعنية بسرعة لفك العزلة عن هذه المنطقة.