انطلقت، مساء يوم امس الجمعة 13 شتنبر، فعاليات الملتقى العلمي الأول لخريجي معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية بوجدة، المنظم على مدى يومين تحت شعار ” رسالة خريج التعليم العتيق وحضوره المجتمعي”.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، في كلمة تليت بالنيابة عنه خلال افتتاح أشغال هذا الملتقى، الذي ينظمه معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لوجدة، أن علم الدين يعتبر مادة للعقل ونور للقلب والبصيرة غايته أن ينتفع به المتعلمون في الدنيا والآخرة بشكل يحقق الانسجام، مبرزا أن رسالة الخريج وحضوره الاجتماعي يدل على المسؤولية والغيرة والشعور بخطورة استعمال العلم الشرعي في غياب استيعاب القصد والفهم الصحيح للسياق ولنظام العالم ككل.
وأشار إلى أن المسؤولية هي مسؤولية مشيخة العلماء في كل عصر في أن تبين للناس مواقع التنزيل والمستجدات في دواعي الترجيح ولها دور النيابة عن الإمامة التي لا يجوز أن يشوش عليها في هذا المضمار.
واعتبر أن رسالة العالم ومن ورائه القيم الديني وحضورهما في المجتمع رهينان بالوفاء لشروط تمثيليتهما أو وضعهما الاعتباري اللذان يتحققان من خلال الالتزام بالثوابت العقدية والمذهبية، والنموذجية بمطابقة سلوك وعمل القيم الديني لأقواله أو تصريف توجيهاته، ثم اشتغاله بالإصلاح والمواساة وإغاثة الملهوف وبجميع أنواع الإحسان لذوي الخصاصة.
من جهته، أكد مصطفى بنحمزة مدير معهد البعث الاسلامي للعلوم الشرعية بوجدة أن التعليم العتيق له شرعية تاريخية باعتباره التعليم الوحيد الذي كان يصوغ ويكون العقلية والشخصية المغربية، مشيرا إلى أن ما من مفت وعالم وقاض إلا وكان خريج هذا التعليم الذي لا يجب جهله بل يتعين ضمه إلى المنظومة التعليمية ككل.
وأضاف أن هذا الملتقى يشكل مناسبة لخرجي التعليم العتيق الذي يتجاوز عددهم الألف للتدارس حول واقع هذا التعليم وبحث الوضع الديني عموما والرسالة التي يمكن أن يؤديها طالب وخريج التعليم العتيق، مشيرا إلى أن الحياة الدينية المغربية منضبطة بضوابط علمية وشرعية والعلماء المغاربة لهم أصل فيما يقولون وبالتالي يجب اعتمادها وتجاوز كل التجارب التي يمكن أن تخلخل التماسك المجتمعي وكذا المجازفات التي يقوم بها أناس ليسوا من أهل العلم.
من جانبه، أبرز عبد الله منار، عن اللجنة المنظمة، دور التعليم العتيق في تكوين الأطر الدينية المتشبثة بعقيدتها السمحة المؤثرة بشكل إيجابي في محيطها المجتمعي والمنفتحة على واقعها وحضارات عصرها وكذا الساهرة على تحقيق التوازن والوسطية والاعتدال في الحياة العامة، مؤكدا أن انعقاد هذا الملتقى يأتي لإبراز أهمية التكوين المستمر لخريج التعليم العتيق وانفتاحه على مختلف الثقافات والمعارف والتجارب الإنسانية لكي يسهم في البناء الحضاري لأمته ووطنه.
ويتوخى هذا الملتقى العلمي، الذي حضر افتتاح أشغاله على الخصوص والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد محمد مهيدية، ويعرف مشاركة ثلة من العلماء والفقهاء والأساتذة الباحثين والمتخرجين في المعهد وعدد من الضيوف الأجانب، إبراز دور خريج التعليم العتيق وحضوره الإيجابي في المجتمع وتطوير آليات تعامله مع المستجدات والتحولات المعاصرة وانفتاحه على تقنيات التواصل الحديثة، فضلا عن ربط ماضي هذا التعليم المشرق للأمة المغربية بحاضرها ومستقبلها الواعد وكذا ربط أواصر الاتصال بين خريجي التعليم العتيق وأطره ومختلف الفاعلين في هذا المجال.