أعلن المجلس المحلي لمدينة (بنغازي) بشرق ليبيا اليوم الثلاثاء “العصيان المدني” والحداد لثلاثة أيام قابلة للتمديد على ضحايا الأحداث الدموية التي شهدتها المدينة مؤخرا.
وحمل المجلس في بيان له أوردته وكالة الأنباء الليبية المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة مسؤوليتهما إزاء حل المشكلة الأمنية في بنغازي حلا جذريا داعيا أعضاء المؤتمر الوطني العام عن مدينة (بنغازي) إلى “العودة الفورية إليها لمواجهة الأزمة والتعامل مع وقائع الأحداث مباشرة”.
وجدد المجلس تأكيده على “حرمة الدم الليبي” منوها في الوقت نفسه إلى أن قيام دولة المؤسسات يتطلب “دعم المؤسسات العسكرية والأمنية بما يضمن ولاءها للوطن ويكفل أداءها لمسؤوليتها في حمايته بانضباطية وحيادية”.
وأعتبر البيان أن الحوار بين جميع الأطياف هو “السبيل للتوافق والتوصل إلى رؤية مشتركة لتحقيق الأمن والأمان وبناء دولة المستقبل كما طالب بضرورة فتح تحقيق عاجل وشامل حول الأحداث وإعلان النتائج في أسرع وقت ممكن حتى يحاسب الجناة وترد حقوق المظلومين.
وضمن الإطار نفسه عقد المؤتمر الوطني العام جلسة تشاورية اليوم خصصت لاستعراض ومتابعة ما شهدته ( بنغازي) يوم أمس الاثنين من اشتباكات عنيفة ومتقطعة بين عناصر القوات الخاصة وبين مجموعات مسلحة تابعة لجماعة أنصار الشريعة في عدة مناطق متفرقة من المدينة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني “عمر حميدان “أن الجلسة التشاورية جرى عقدها لعدم اكتمال النصاب نظرا لتوجه عدد من أعضائه إلى (بنغازي ) للوقوف على مجريات الأحداث بها.
وبدوره طالب مجلس (طرابلس ) المحلي والمجالس المكونة له جميع الثوار على إختلاف إنتماءاتهم وإماكنهم وتبعياتهم بتقديم مبادرة تحسب لهم في بناء الدولة وتنهي أي فرصة لقتال الإخوة إلى الأبد وان يضعوا السلاح ويشاركوا بقية أبناء الوطن في بناء مؤسسات الدولة وإعلاء صوت الحوار والوفاق الوطني .
ودعا المجلس في بيان له الحكومة المؤقتة إلى تحمل مسؤوليتها في التفعيل الجاد والحازم لكافة القرارات الخاصة بإخراج التشكيلات العسكرية والأسلحة من كافة مدن ليبيا وأن يتم تحديده بفترة زمنية معينة وبشفافية كاملة أمام الشعب الليبي.
يذكر ان الحكومة الليبية أعلنت أمس ان الأحداث التي شهدتها ( بنغازي ) والناتجة عن الاعتداء على القوات الخاصة التابعة للجيش والمكلفة بتأمين المدينة أدت إلى وفاة تسعة أشخاص وإصابة تسعة وأربعين آخرين بجروح متفاوتة.
وقالت الحكومة في بيان لها بهذا الصدد “إن ما حدث يعكس بوضوح الحاجة لتسريع تطبيق القرار الخاص بإخراج كافة التشكيلات المسلحة خارج المدينة واسناد الأمن بكامله للجيش والشرطة دون غيرهما”.
وشهدت (بنغازي ) اشتباكات بين القوات الخاصة المكلفة بحمايتها وعناصر تابعين لجماعة أنصار الشريعة امتدت منذ ليلة الأحد وحتى الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين.