– أول سؤال يتبادر في ذهن أي متتبع هو: من هو علي هبري؟
– علي هبري هو فنان مغربي، من مواليد مدينة أحفير، تربى في بيئة محافظة صوفية، وسط إخوتي الذين كان لهم الفضل في تعلمي للأبجديات الأولى للموسيقى والعزف على بعض الآلات كالقيتارة والإيقاع. كانت هذه هي انطلاقتي الأولى، بعدها طورت نفسي بنفسي، وأكملت مشواري في هذا المجال منذ أن كان عمري تسع عشرة سنة، حيث بدأت أعمل مع بعض الفرق الموسيقية لإحياء السهرات. وفي سنة 1995 بالضبط كانت مرحلة جديدة في حياتي، هاجرت إلى أوروبا، وربما كانت هذه هي انطلاقتي الحقيقية، لأنني، وبالضبط في هولاندا، تعلمت العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية، كما تعلمت بعض المقامات الشرقية، واكتسبت خبرة أكبر بفضل تعاملي واحتكاكي مع مجموعة من الفنانين الذين لهم تجربة وخبرة، فتعلمت التوزيع الموسيقي والهندسة الصوتية، الشيء الذي شجعني على كتابة بعض الأغاني وتلحينها، وتشجعت أكثر عندما لاقت هذه الأغاني استحسانا من محيطي العائلي وكذا بعض الأصدقاء، ومنه جاءتني فكرة إنتاج ألبوم خاص بي.
إن إنتاج ألبوم ليس بالشيء الهَيِّنِ، خصوصا إذا كان مجهودا شخصيا فرديا لذلك فمن الطبيعي أن يأخذ مني وقتا طويلا، خاصة وأن كل كلمة أقولها أو أكتبها أحس أنني المسؤول الوحيد عنها، لذلك أردت أن تكون الأغاني التي أكتبها أو ألحنها أو أغنيها أغان هادفة، أغان تحمل إما رسالة أوهدفا في الحياة، لذلك تجدني أغني عن الأم والأب والابنة، وكلها أغان نابعة من واقع المجتمع الذي نشكل جزءا منه.
– وما هو المستوى الدراسي للفنان هبري؟
– الرابعة إعدادي، وأكملت دراستي في مدرسة الحياة التي أفادتني الشيء الكثير، خصوصا بعد هجرتي لأوروبا وانفتاحي على ثقافات أخرى. – كيف جاء تعاونك مع الفنانة جناة شملال؟ في كوفر الوالدين؟
– دائما أقولها وأكررها، وفي كل حواراتي، أنا بابي دائما مفتوح لأي فنان سواء كان مبتدئا أو محترفا. وقد كانت بداية الفكرة هي إعادة توزيع أغنية الفنان عبد القادر شعو والفنانة نادية بنيوسف التي تتغنى بالأب والأم نظرا للبعد الاجتماعي والفني المهم لهذه الأغنية، وقد أرشدني الفنان رشيد الصادقي بالتعامل والاشتغال مع الفنانة جناة في ديو الوالدين. وفعلا نجح العمل، ولقيَ تجاوبا كبيرا من قِبَلِ الجمهور. – كيف تختار مواضيع أغانيك؟
– جُلُّ المواضيع التي أختارها هي من الواقع المعيش، ونابع من تفاصيل حياتي اليومية، فربما أنظر إلى شخص أوأتعاطف معه، فتتبادر إلى ذهني فكرة أبني عليها أغنية برُمَّتِها. – ما هو أكثر عمل أحببته وكان قريبا إلى قلبك؟
– أكثر عمل قريب لنفسي هو “أسف لنفسي”، وهو عمل أخذ مني مجهودا كبيرا، قرابة أربع سنوات، وكلمات الأغنية هي من إهداء الفنان الشاعر”ميمون البشير عراص”، وتوزيع الفنان عبدالصمد رابحي وكان تصوير فيديو كليب الأغنية بمدينة الدار البيضاء من إخراج المتألق كريم تاج. وقد لقي العمل استحسانا كبيرا من مستمعيه. موضوع الأغنية يحمل رسالة قوية وهي رسالة موجهة للإنسان بصفة عامة كبيرا كان أم صغيرا حينما يتخذ قرارا خاطئا في حياته ويندم عليه حينما لا ينفع الندم. – هل يمكن أن نرى أعمالا سينمائية يشخصها الفنان علي هبري؟
– الحقيقة أنني لا أرى نفسي بالتمثيل، لأنني أعتقد أن الموهبة في هذا المجال لا تكفي، فلا بد من التكوين، وللسينما روادها ما شاء الله خصوصا في المغرب. ولكن من يدري ربما أشارك في عمل ما.
– ما هو جديد الفنان علي؟
– هناك عمل جديد يتغنى بالصديق من الجانب الإيجابي، ومطلع الأغنية هو كالتالي ” أنت خويا قبل ما تكون صاحبي… شديتي بيدي وسهرت على راحتي … “.
ومن هذا المنبر أشكر صديقي الأستاذ إبراهيم أسمر، وهذا العمل جاء بعد صداقة متينة وصلت لحد الأخوة وهو رسالة للجمهور حول المعنى الحقيقي للصداقة. وقد عملت بمعية الفنان عبدالصمد رابحي على توزيع هذه الأغنية بستايل غربي كلاسيكي بآلة البيانو العود والناي الغربي فقط ليتم التركيز على الكلمات أكثر. هذا بالإضافة إلى أغنية جديدة تحت عنوان ” الحومة ” وهي رسالة إلى شباب اليوم ودعوتهم إلى احترام الجار كما كان سائدا في أيام زمان. وأغنية أخرى كوميدية “المنشار” وكلماتها من إهداء الفنانة الشاعرة خديجة الفيلالي رتبي حول موضوع الإنسان الذي يأكل ويستغل ظروف الآخرين كالمنشار. وأغنية أخرى حول الطفل في ديو مع الفنانة قمر أعراس، الأغنية عبارة عن حوار بين الأب والأم وهما يقدمان النُّصح لطفلهما. – كيف تواجه منتقديك؟
– أرحب بجميع الانتقادات، ولكن على شرط أن تكون هذه الانتقادات بناءة، أما الانتقاد من أجل الانتقاد فقط فلا أعيره اهتماما. – ما هو المثل الأعلى للفنان هبري؟
– مثلي الأعلى هو والدي رحمه الله، تعلمت منه الكثير كالأنماط الموسيقية وغيرها..لقد كان فنانا صوفيا بامتياز حيث كان لا يتوقف عن ترديد القصائد الصوفية والتي تأثرت بها كثيرا. – هل فكرت في تقديم أعمال فنية مع إخوتك؟
– فعلا، مؤخرا فكرت في ذلك، وهناك عمل فني مشترك مع أخي أحمد هبري الذي يعزف على آلة الناي، وهي أغنية باللغة الفرنسية ” تحت عنوان ” تقبلني كما أنا”، إضافة إلى أغنية عن الأم باللغة الفرنسية. وهي رسالة نوجهها إلى العالم سواء عربيا أم غربيا بضرورة احترام الأم.
– وماذا بخصوص أعمال باللغة الهولاندية خاصة وأن مقيم هناك؟
– لا أريد أن أحرق المفاجآت، ولكن فعلا هناك عمل في الطريق باللغة الهولاندية موضوعه حول التعايش. وسيخرج إلى الوجود عما قريب. – ما رأيك في الأغنية الشبابية وما عرفته من تطور ونجاح مؤخرا؟
– أعتقد أن الموسيقى في المغرب عرفت طفرة حقيقية خاصة في جانب التوزيع الموسيقي لأنها أصبحت أكثر انفتاحا عن ذي قبل. – نرى أن الفنان علي هبري يغني بكل اللغات ماذا عن اللغة الأمازيغية؟
– الفن ليس له موطن، والحروف الموسيقية هي حروف موحدة في العالم بأسره، ولذلك فإن لغة الموسيقى هي لغة موحدة عبر العالم.
أما بخصوص اللغة الأمازيغية، فهي لغة أعتز بها، بالرغم من أن أصولي عربية، الأمازيغية جزء من ثقافتي وهويتي كمغربي. ولقد سبق وأن غنيت أغنية “يوشيشم” لمجموعة إثران. وهناك أعمال أخرى جديدة بجميع لهجات المغرب الحبيب بإذن الله تعالى. – كلمة أخيرة لجريدة الإنتفاضة ولمتتبعيك.
– أشكر جريدة الإنتفاضة على هذه المقابلة، والتي أتاحت لي هذه الفرصة للتعريف بأعمالي، ونصيحتي للفنانين الشباب هي أن يختاروا الكلمة قبل اللحن، لأن اللحن والموسيقى بصفة عامة وسيلة لإيصال الرسالة وتمريرها بشكل جيد.