جريدة الإنتفاضة النسخة الإلكرونية لجريدة الإنتفاضة
مقالات ذات صلة
في إطار سعي جريدة اﻻنتفاضة للتحليق في سماء الفن التشكيلي واﻻقتراب من همومه وانشغاﻻت أهله، كان لنا لقاء مع الفنانة التي سبرت أغوار الفن التشكيلي وأبدعت في أعمالها، وأبهرت رموز الفن التشكيلي، بحيث أظهرت عطاءا غير مسبوق في العمل الخيري وعشقت اﻷطفال وشاركتهم أفراحهم وابتساماتهم. مع الفنانة المبدعة كنزة العاقل أجرت جريدة اﻻنتفاضة الحوار التالي :
1 – من هي كنزة العاقل ؟
– كنزة العاقل فنانة تشكيلية مغربية، منسقة اﻷنشطة الفنية والثقافية بمركز تكوين وتأطير المرأة التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، درست الرسم في المركز الروسي للعلوم والثقافة بالرباط على يد أستاذة روسية، حصلت على عدة شهادات في مجال الفن التشكيلي، والرسم شكل لديه اهتماما خاصا منذ الطفولة كانت أولى محاوﻻتي في الرسم، رسم إحدى بطﻻت الرسوم المتحركة من خلال شاشة التلفزة وكنت آنذاك طفلة صغيرة، بحيث لم أكن أعرف في الرسم سوى القلم، قلم رصاص داعب أناملي الصغيرة ووقعت في عشقه حتى الثمالة”.
2- المعرفة التشكيلية ﻻ تنشأ من فراغ بل ﻻبد من اﻻحتكاك بمدرسة فنية معينة هل لك أن تحدثينا عن مسارك في هذا المجال؟
– في مجال الفنون بصفة عامة اﻷشخاص المنتمون إلى مجال الرسم أو التمثيل أو النحث أو الشعر وغيرها من الفنون، توجد لديهم ملكة ربانية تزرع داخلهم، موهبة خاصة تميزهم، وتلك الموهبة مع التعلم والممارسة تؤطر للتمكن من تملك التقنيات للوصول إلى مستوى معين من اﻹثقان، واﻻختلاف يكون بالتأثر بنوع معين وبأسلوب معين بحسب الميول الشخصي للفنان وحسب مدرسة معينة من مدارس الفن التشكيلي، وبالنسبة لي فأنا مهتمة بمجموعة من مدارس الفن التشكيلي من بينها المدرسة الواقعية والرمنسية ومتأثرة جدا بالمدرسة السيريالية ﻭالتي ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ.
3- من هم الفنانين التشكيليين الذين أثارو إعجابك في ميدان الفن التشكيلي، وأثروا فيك وتأثرت باتجاهاتهم؟
– الفن التشكيلي المغربي يتميز بأساليب وطرق متعددة متميزة بالجمالية والفنية وهو يمتد من فترات الستينات إلى يومنا هذا وهناك العديد من الفنانين المغاربة الذين أهتم بإبداعاتهم المتميزة وﻻ أستطيع ذكر اﻷسماء ﻷنهم كثر، وأهتم أيضا بالفنانين التشكيلين الروس و بالفن التشكيلي الروسي ﻷنه يتميز بالدقة واﻹثقان وتاريخهم الفني حافل وغني باﻹنجازات.
4- كيف وجدت كنزة نفسها في لغة اﻷلوان وحركات ريشة الرسم؟
– أجمل اﻷوقات عندي هي الساعات التي أمضيها في رسم لوحاتي أنسى كل ما يحيط بي وأفقد اﻹحساس بمن حولي وأستمتع بما تقودني إليه ريشتي وألواني.
5- ماذا يمثل التشكيل بالنسبة إليك؟
– الشيء الذي ﻻ يعرفه الكثيرون، أن التشكيل طاقة كبيرة تستهلك من الداخل وتنبع من الداخل تخرج لتتشكل في لوحة فنية مكسوة بجمال اﻷلوان فيها العديد من الجماليات والرموز والقراءات.
6- ما يسعى إليه كل فنان هو تخليد إبداعاته، فما هي اﻹبداعات التي أنجزتها؟
– نظرا ﻷني في طفولتي لم أجد من يوجه ميوﻻتي الفنية في مجال الفن التشكيلي فأنا أقوم بتنشيط عدة ورشات فنية للأطفال من أجل خلق مجال خصب ﻹبداعاتهم الفنية وتوجيه ميوﻻتهم وأنا بصدد دراسة مجموعة من الأفكار متعلقة بهذا الموضوع ستعرف النور في القريب العاجل، وأيضا لكوني فاعلة جمعوية فقد قمت بالعديد من الجداريات التحسيسية في مدن مختلفة من مدن المملكة، و شاركت في مجموعة من الملتقيات الوطنية والدولية، أهمها الملتقى الدولي ﻹنجاز أكبر لوحة تشكيلية في العالم بالمغرب مرت مرحلتين في كل من مراكش وبن جرير وهناك مراحل أخرى في مدن أخرى منها العيون وبني مﻻل وغيرها من مدن المملكة ﻹتمام إنجاز اللوحة والتي ستدخل كتاب كنيز ﻷرقام القياسية وهذا سيكون من أهم إنجازات الفن التشكيلي المغربي والذي سيكون له صيت وطني ودولي، باﻹضافة إلى مشاركتي في موسم الدشيرة للفنون التشكيلية في نسخته الثانية، وهو محطة مهمة وموسم ثقافي بامتياز يهذف إلى توسيع وصلة الفنانين التشكيلين بالمبدعين الشباب بالمنطقة وخارجها، من خﻻل أنشطة ثقافية تتكون من معارض وورشات للرسم للفنانين ولﻷطفال ولذوي اﻻحتياجات الخاصة والحفر و الجداريات إلى غيرها من اﻷنشطة الفنية وما يتميز به موسم الدشيرة للفنون التشكيلية هو التفاني الذي عرف به المنظمين لهذا الموسم في شخص مدير المهرجان الشاب أشرف نافع والذي رغم صغر سنه إﻻ أن إنجازاته كبيرة جدا تميز بمستوى عال من الثقافة الفنية وحسن التدبير. وأيضا مشاركتي في الملتقى الوطني للمبدعين الشباب كانت متميزة أيضا فهذا الملتقى يجمع الشباب المبدع من كل جهات المملكة في مجال التشكيل والتصوير الفوتوغرافي والحفر…وهو متميز بتنوع أنشطته.
7- طموحات الفنان المبدع ﻻ تعترف بالقليل وتطمح إلى المزيد فماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
– لقد تم افتتاح مركزين تضامنيين جديدين بمدينة الصخيرات لفائدة المرأة والشباب مركز تكوين وتأطير المرأة ومركز التكوين الثقافي والفني التابعين لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، والذي أشرف على تدشينهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في رمضان الماضي، ومن بين المشاريع المستقبلية التي أعتزم القيام بها كمنسقة للأنشطة الفنية والثقافية بمركز تكوين وتأطير المرأة، سوف أقوم بعدة أنشطة موازية متعلقة بالفن التشكيلي بهدف نشر الثقافة التشكيلية والتحسيس بالفن في إطار ورشات وبرامج بحسب مجموعة من المواضيع المتعلقة بمواعيد وطنية ودولية بهدف ترسيخ لغة الريشة واللون في أذهان الفئان المستفيدة من تلك الورشات وخلق مجال خصب للإبداع وسوف أهتم بصورة أساسية باﻷطفال.
8-كلمة أخيرة؟
كلمة أوجهها للمسؤولين و للإعلام المغربي الوطني وأطلب منهم إعطاء الفن التشكيلي أهميته التي يستحقها وتقديم الدعم سواء ماديا أو معنويا للمشاريع الفنية التشكيلية وفتح قنوات التواصل بينهم وبين جمعيات الفن التشكيلي من أجل التحفيز على العطاء ورفع مستوى صورة الفن ﻷن العديد من المشاريع الفنية التشكيلية الوطنية سوف يكون لها وقع عالمي وأفضل أن ينطلق التعريف بها من الداخل وليس من الخارج.
حاورها : مولاي السعيد ابن سينا
