السيد خليل الهاشمي الإدريسي : وسائل الإعلام التقليدية مدعوة إلى مسايرة التطور التكنولوجي

واعتبر السيد الهاشمي الإدريسي، في مداخلة في إطار المناظرة ال43 للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، المنظمة تحت شعار “الشباب والإعلام .. التحديات الرقمية”، أن التطور القوي الجاري في عالم الإعلام يحتم على كافة وسائل الإعلام التي لم تدخل بعد عصر التكنولوجيا الرقمية تطوير نفسها وإلا سيكون مصيرها الزوال.

وقال إن هذه النزعة التطورية تضع باستمرار وسائل الإعلام التقليدية على المحك في ما يخص شكلها، وليس جوهرها، موضحا أن مهمة الإخبار بكل ما تعنيه من “فهم وتحليل وتوضيح وفحص ومطابقة المصادر وتأكيد الخبر” لا تتغير.

واعتبر أن هذه المراحل المهنية في الإخبار التي أعادت النظر فيها، في بعض اللحظات، الشبكات الاجتماعية، والصحافة المواطنة، والمدونات، تبقى ضرورية، مضيفا أن العلامة المميزة، لمهنة تجدد نفسها في أوضاع صعبة، تحافظ دائما على مشروعيتها المهنية وإطارها الأخلاقي ومتطلبات آداب المهنة.

وأشار السيد الهامشي الإدريسي، في مائدة مستديرة حول موضوع “أي مستقبل لوسائل الإعلام التقليدية ؟”، إلى أن الدعائم الإعلامية تتضاعف وتجعل الدعائم التقليدية متقادمة.

وأبرز، من ناحية أخرى، أن المطبوع صار مهددا في بعده الصناعي حيث يقترب من أن يصير وثيقة تاريخية تعتمد على سحب محدود، معتبرا أن حتى المطابع التي تعود إلى القرن التاسع عشر مرت إلى الطباعة الرقمية.

وبخصوص النموذج الاقتصادي لوسائل الإعلام التقليدية، الذي يعتبر متجاوزا، أكد المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء ورئيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، على ضرورة تجديده بشكل إرادي بإدماج الموارد الخاصة بالدعائم الرقمية الجديدة.

وأضاف أن وسائل الإعلام الجديدة يمكن أن تمول جزءا من نظيراتها التقليدية خاصة تلك التي برهنت على قدرة للتأقلم الرقمي والتدبيري والتحريري.

وحث، من جانب آخر، على الاتجاه نحو شكل من أشكال التوزيع المتساوي بين وسائل الإعلام الجديدة ووسائل الإعلام التقليدية، مؤكدا على ضرورة إحداث مؤشر توزيع معتمد يدمج النشر الورقي والنشر الرقمي بمختلف أشكاله.

كما أكد أن “المستقبل سيكون في صالح المقاولات الصحفية المهنية التي تتمكن من التوفر على عدة دعائم، فالمقاولة الصحفية التي تعتمد على دعامة واحدة محكوم عليها بالزوال بما أن نموذجها الاقتصادي لن يمكنها من البقاء”، مشددا على أن الاعتماد على عدة دعامات للنشر لاسيما الرقمية، مثل الفيديو والخدمة الصوتية، صار ضرورة لاستمرار وسائل الإعلام.

وتعد المناظرة ال43 للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية فضاء لتبادل الآراء بشأن القضايا المتعلقة بمستقبل القطاع في الفضاء الفرنكفوني والوسائل التي ينبغي تفعيلها لإنجاح المنعطف الرقمي.

ويأتي اجتماع الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، المتواصل حتى 23 نونبر الجاري، عشية انعقاد مؤتمر القمة الفرنكوفونية الخامسة عشرة (29-30 نونبر) تحت شعار “النساء والشباب في الفرنكوفونية .. موجهون للسلام وفاعلون في التنمية”.

وتأسس الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، الذي يترأسه السيد عبد المنعم ديلمي، سنة 1950 في ليموج بفرنسا ويعد من بين أقدم الجمعيات الفرنكوفونية للصحفيين.

وانعقدت المناظرة ال42 للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية في يونيو 2010 بالرباط تحت شعار “المسؤولية السياسية والمجتمعية لوسائل الإعلام”.

Share

عن Al intifada

تحقق أيضا

يوم العالمي للمرأة .. وكالة بيت مال القدس تنظم احتفالية على شرف سيدات مقدسيات من مشارب مختلفة

الانتفاضة نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف ، أمس الجمعة بمدينة القدس ، احتفالية على …