نظمت جمعية شباب الريصاني بلا حدود يومه الأحد 23 مارس 2014 إبتداءا من الساعة الرابعة بعد الزوال بالقاعة الكبرى ببلدية مولاي علي الشريف .ندوة فكرية و حفل توقيع كتاب “التربية و التنمية و تحديات المستقبل” للكاتب و الباحث في علم الإجتماع و الأنثروبولوجيا الصديق الصادقي العماري و ذالك بمشاركة كل من السادة الأساتذة إبراهيم بايزو أستاذ باحث و فاعل جمعوي و ذالك في موضوع “المدرسة المغربية و سؤال التنمية” و الأستاذ هشام صابر عضو مختبر العلوم المعرفية بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس في موضوع “المدرسة المغربية و التربية على القيم”. و كذا الأستاذ مصطفى مزياني أستاذ مهتم بقضايا التربية و التكوين.
إنطلقت الندوة بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للقارئ الشاب زكرياء الهلالي. بعدها جاءت كلمة المسير السيد حمزة شحيليف الذي قدم الشكر والتقدير للحضور الكريم مع تقديم ورقة تعريفية بالأساتذة المحاضرون ثم إبراز منهجية تسيير الندوة.
أولا:مداخلة الأستاذ إبراهيم بايزو:
كانت المداخلة عبارة عن قراءة ونقد في الفصل الثاني المعنون ب”المدرسة المغربية وسؤال التنمية” وقد تمثل الهدف الأساسي في هذه المداخلة تقديم ملاحظات ونقد أولي علمي لما تناوله هذا الفصل بحيث إتجهت الملاحظة الأولى .إلا ان الأستاذ بايزو إستشف من خلال قرائته لهذا الفصل أن المؤلف إعتمد المنهج “البنيوي الوظيفي” كأحد الاتجاهات السوسيولوجية المعاصرة وإعتماد المؤلف على فلاسفة أمثال “إميل دور كاهيم” و “بورديو”…
وأضاف إبراهيم بايزو أن المؤلف تناول في هذا الفصل مجموعة من النقاط الأساسية كالمدرسة ووظائفها المتمثلة في الوظائف (التعليمية التكوينية ثم الوظيفة التربوية ناهيك عن الوظيفة الايديولوجية) زد عن ذلك أن الفصل تطرق الى المدرسة المغربية ورهان التنمية البشرية المستدامة .
وتحدث كذلك عن المشاكل والتحديات التي تواجه المدرسة المغربية. و اشار بايزو ان المؤلف يفضل مصطلح التنمية البشرية عوض التنمية الإنسانية.وعلى هذا الأساس اعتبر العماري التنمية البشرية “عملية تنمية وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الإنسان وذلك من خلال إعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناس بالناس “
أما التنمية المستدامة فهي”التنمية التي تلبي الإحتياجات الحالية الراهنة دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتها”
وفي إطار تقديم ملاحظاته فضل بايزو لو أن المؤلف اعتمد على المنهج”النقدي عوض المنهج “البنيوي الوظيفي ” وأضاف بايزو سؤال مفتوح “هل المدرسة المغربية تثمن الحرية ؟
ثانيا:مداخلة الأستاذ هشام صابر: “المدرسة المغربية والتربية على القيم “
إستهل الأستاذ مداخلته أولا بالشكر والتقدير لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة، بالإضافة الى ثنائه على أخلاقيات صاحب الكتاب الذي إعتبره إضافة نوعية ومبادرة طيبة في مجال العلم والمعرفة .
بعد ذلك إسترسل الأستاد صابر في القول أن موضوع القيم في مدارسنا هو موضوع ذو شجون ويندى له الجبين نظرا للواقع المر الذي تمر به المدرسة المغربية على مختلف الأصعدة . كما قدم الأستاذ كلمة نقدية للميثاق الوطني للتربية والتكوين بإعتباره محاولة من محاولات الإصلاح البيداغوجي التي باءت بالفشل رغم أن هذا الميثاق تضمن قيم وأسس إيجابية لكن هاته القيم ضلت فقط حبر على ورق وأدى عدم تطبيقها إلى فشل هذا الإصلاح.
وفي جانب آخر تطرق إلى دور و مسؤولية المدرسة في ترسخ القيم إلى جانب محيط الأسرة والمجتمع وان إندثار وإضمحلال هاته القيم هو راجع بالأساس إلى غياب التوازن بين الأطراف المسئولة عن ترسيخ القيم.كما أن المدرسة المغربية تعتمد في منهجيتها العلمية على تقويم وتقييم الجانب المعرفي للمتعلم دون تقويم الجانب القيمي الأخلاقي وإحترام الآخرين والعلاقات البناءة بين الآخرين لدى فالرهان الأساسي هو إعادة النظر في هذه المسألة قصد وضع تقييم للقيم الإنسانية داخل المدرسة.والخروج من بوثقة أزمة القيم داخل المدرسة وضرورة نسج قيم نابعة من العقيدة الإسلامية ومحترمة لحقوق الإنسان والمواطنة .
وأشار الأستاذ هشام أن المؤلف تطرق إلى التحديات التي تواجه المدرسة المغربية.
ثالثا:مداخلة الأستاذ مصطفى مزياني
كانت المداخلة عبارة عن قراءة تقريرية في كتاب “التربية والتنمية وتحديات المستقبل” بحيث حاول الأستاذ مصطفى مزياني إعطاء تلخيص موجز جدا لهذا الكتاب مع تبيان العلاقة القائمة بين التربية والتنمية والتي إعتبرها علاقة غامضة تحتاج إلى دراسة وتحليل على أساس أن التربية والتنمية في علاقة قائمة مع مؤسسات التنشئة الإجتماعية كالأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمع عموما . وأضاف كذلك أن هناك تحديات وعوائق تحول دون تحقيق تنمية شاملة ، ففي غياب التواصل والتكامل بين المدرسة ومحيطها الخارجي ستكون نتائج لا تخدم مصالح التنمية. و أن المدرسة المغربية تتموقع بين محاولة الإصلاح ورهان التنمية لذلك وجب إبراز وتفعيل الرغبة الجامحة من اجل الإصلاح مع ضرورة الحكامة الجيدة في التدبير واتخاد القرار ورفع شعار الديمقراطية والالتزام بتكافئ الفرص والتفاعل الايجابي .
كما ذهب الأستاذ مزياني إلى الحديث عن أزمة القيم ودور وسائل الإعلام في تكريس القيم سواء منها الصالحة أو الطالحة، ووجب كذلك إستحضار قيم الإسلام والعروبة وحقوق الإنسان. وأن التربية هي فرع من فروع علم الإجتماع .
وفي نقطة أخرى تطرق أيضا إلى المقاربات البيداغوجية المعتمدة في المناهج والبرامج الدراسية والمحطات الإصلاحية التي شهدها المغرب منذ الإستقلال في ميدان التعليم من بيداغوجية المضامين مرورا ببيداغوجيا الأهداف وصولا إلى بيداغوجيا الكفايات…
رابعا:مداخلة المؤلف الصديق الصادقي العماري
إبتدأ الأستاذ العماري بكلمة شكر للحضور الكريم وللجمعية . تم إسترسل بالحديث عن مفهوم التربية والتنمية والعلاقة القائمة بينهما وأن كل من التربية والتنمية هما من الإنسان وإلى الإنسان في إطار سيرورة وميكانيزمات فرضتهما غاية ووسيلة فالغاية هي تحقيق التنمية والوسيلة هي التربية.
والتربية هي فرع من علم الإجتماع لدى وجب إستحضار المقاربة السوسيولوجية وتطبيق المنظور الوظيفي البنيوي بحيث أن الفيلسوف “ردكليف براون ” ركز على البنيات في حين “إميل دوركاهيم ” كرائد من رواد علم الإجتماع ركز على الوظائف . وأن المنهج البنيوي الوظيفي قائم على إستخدامه لمفهومي البناء و الوظيفة في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي أو الجسم الحي و الوظيفة البنائية هي رؤية سوسيولجية ترمي إلى تحليل ودراسة بناء المجتمع وبالتالي فهذا المنهاج يؤكد على ضرورة تكامل الأجزاء في إطار الكل أو ما يصطلح عليه بتساند الأجزاء وأنه لا يمكن الفصل بين البنيات والوظائف بحيث أن كل بناء إجتماعي يقوم بوظيفة من أجل تحقيق أهداف تعايش وتكامل المجتمع وفقدان أحد هذه الأطراف سيؤدي لا محال إلى عدم توازن المجتمع.
إن الظاهرة الإجتماعية ليست حكر على المدرسة فقط بل أنها يشترك فيها أطراف من المجتمع كالمؤسسة الأسرية والدينية والإعلامية …وقد جاء كتاب التربية والتنمية وتحديات المستقبل إلماما ووعيا بخطورة الواقع المر الذي يمر به المجتمع في إطار أزمة القيم والإضمحلال الذي عرفه قطاع التعليم . كما أن الكتاب “من بين المحاولات الجادة التي تعمل على رصد جوانب ومداخل رئيسية تعتمدها المنظومة التربوية في بلادنا من أجل التجديد والإصلاح” كما حاول العماري” على تحليل وتفسير مختلف الظواهر التربوية في علاقتها بالظواهر الاجتماعية.
وفي الأخير تم فتح باب المناقشة للحاضرين واللذين تفاعلوا مع جل محاور الندوة، من أجل إغناء وإنجاح هذه البادرة الطيبة بحيث إتجهت أغلب المداخلات نحو التطرق إلى أزمة التعليم بالمغرب وأسباب فشل المنظومة التعليمية وجهود الإصلاح ، وإتجهت مداخلات أخرى الى الحديث عن التربية والتنمية والعلاقة القائمة بينهما بالإضافة إلى الحديث عن التحديات المطروحة على مستوى التنمية البشرية ، وهذه بعض المداخلات:
المداخلة 1: (حمدي مراد أستاذ التعليم الابتدائي)
تمحورت مداخلته حول أزمة التعليم بالمغرب الناتجة عن غياب الحكامة الجيدة وفشل منظومة الإصلاح بشتى تلاوينها كما تأسف عن احتلال المغرب للمراتب المتأخرة في قطاع التعليم وفي الأخير طرح أسئلة من بينها: ما هو تصوركم للاصلاح بالمغرب؟ ألا يمكن اعتبار غياب الحكامة الجيدة هو سبب فشل المنظومة التعليمية؟
المداخلة2:(لحسن التغلاوي أستاذ مادة الاجتماعيات)
والذي لاحظ أن موضوع التربية والتنمية ليس بجديد فقد سبقته دراسات متعددة في الموضوع نفسه وأضاف أن المدرسة المغربية تثمن الحرية مفهوما لكنها لا تثمنها عند الخروج للشارع واشارالى مجموعة من النقاط حول الحرية والقيم..
المداخلة3: (اسماعيلي محمد)
تطرق إلى العوائق التي يمكن أن تحول أمام تنمية شاملة وأعطى مثال حي من واقع تافيلالت بحيث أن هناك شريحة مجتمعية يغيب لديها الجانب الفكري في تزويج أبنائهم وبناتهم ويتخدون العنصرية القبلية شرط من شروط الزواج وبالتالي فالعائق الفكري من عوائق تحقيق التنمية…
المداخلة4: (مولاي احمد حافيظي)
قام بإلقاء كلمة حول طرق تجاوز أزمة التعليم وفشل المنظومة التعليمية..
المداخلة5: (الودغيري)
التعليم المغربي بين الماضي المشرف والحاضر المؤسف والمستقبل المجهول ثم ضمير رجال التعليم قديما وحديثا أية علاقة؟ ثم أين هي حقوق المدرسين ؟ وواقع المدرسة في اطار غياب الدمقرطة وحقوق الانسان.
المداخلة6:
جاءت هذه المداخلة عبارة عن اعجاب بكتاب التربية والتنمية وتحديات المستقبل وان الممارسة العميلة أثبتت وجود حلول لمنظومة التعليم..
المداخلة7:
اتجهت نحو القول أن التنمية بكل أبعادها تهدف الى تقويم الشخص وانه بغياب التربية لا يمكن تحقيق تنمية شاملة…
المداخلة8:
ذهبت المداخلة في مسار إعتبار المدرسة المغربية تعتمد على تقويم الجانب المعرفي دون الجانب الأخلاقي وطرح سؤال كيف نربي ابنائنا في ظل إعلام ساقط وفي ظل غزو ثقافي؟
المداخلة9:
انتقدت الميثاق الوطني للتربية والتكوين هذا الميثاق الذي من انتاج وزارة التربية الوطنية..
المداخلة 10:
لماذا تم إغفال جانب تقديم حلول لاعادة بناء المنظومة التعليمية ؟وكيف نصلح المدرسة العمومية.
المداخلة11:
ألم يحن الوقت لبلورة مدرسة جيدة كفيلة بتحقيق تنمية شاملة ؟ وما موقع جهة مكناس تافيلالت من خريطة التنمية.
المداخلة12:
حاولت رصد جانب من جوانب المقرر المدرسي على اساس اعتباره مقرر لا يلبي حاجيات تحقيق التنمية.
المداخلة13:
لاحظ صاحب المداخلة ان الكتاب اغفل تقديم حلول للازمة التي تتخبط فيها المدرسة المغربية. ثم دور وسائل الاعلام في هدم القيم المجتمعية وان التلميذ يجد نفسه متموقع بين قيم وسائل الاعلام وقيم المدرسة والاسرة وامكانية التوافق بين هاته القيم…
المداخلة14:
هل هناك ارادة سياسية حقيقية للنهوض بقطاع التعليم ببلدنا…
المداخلة15:
التطرق الى وظائف المدرسة المتمثلة في الوظيفة التعليمية والتربوية والايديولوجية وان المدرسة لا تقوم بهاته الوظائف أحسن قيام نظرا لمجموعة من العوامل…
المداخلة16:
تحدثت عن التنشئة الاجتماعية وانه من الصعب التحدث عن التنمية في الوقت الراهن وانه من اجل تحقيق تنمية وجب من الذات الفردية اولا اي بمعنى ان كل شخص ينطلق من ذاته.
مداخلة الاستاذ ابراهيم بايزو:
قال بعجالة أن معظم الأسئلة تتجه في اتجاه موضوعين شائكين هما التربية والتنمية وبالتالي الامر مرتبط بتحقيق غاية معينة وبالتالي وجب اتخاذ وسيلة معينة لتحقيق لهذه الغاية أي أن الغاية هي التنمية والوسيلة هي التربية.
إن الإشكالية الأساسية هي إشكالية اتخاذ القرار واعتماد الإصلاح على فئة محددة ولم يكن هناك إشراك شامل لجميع القوى في هذا الإصلاح كما ان الذين قاموا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين لم يعتمدوا على تقارير رجال التعليم..
مداخلة الاستاذ هشام صابر
تحدث عن دور الإعلام في تكريس القيم وتطرق إلى مفهوم الحرية والديمقراطية واستشهد بقولة للمهدي المنجرة التي يقول فيها ” إن بناء الإنسان أهم من بناء العمران…
مداخلة الأستاذ مصطفى مزياني:
ذهب إلى القول أن معظم الاسئلة تركزت على محاور الإصلاح التربوي ثم فلسفة وسياسة التربية…
مداخلة الأستاذ المؤلف
لاحظ أن من خلال المناقشة أن الأغلبية لم يطلعوا على الكتاب ثم إسترسل في الحديث عن مجموعة من أسئلة الحضور…
إن هذه الندوة الفكرية قليل من كثير، وجزء من كل ،وبنان من أصبع، و دقيقة من أسبوع، وقطرة من ينبوع ،وما أنا حين أتحدث عن هذه الندوة إلا كمن يحاول جمع الدنيا في صندوق، وحصر المحيط في كف، والبحر في كأس، فموضوع التربية والتنمية متشعب الجوانب، متداخل العناصر، ومهما تحدثنا عن هذا الموضوع فلن نوفيه حقه من الدراسة والتحليل ،ذلك أني لو أعطيت قدرة التعبير على التصوير، ومنحت ريشة من الخيال ما استطعت أن أوفي هذا الموضوع حقه.والحمد لله الندوة كانت ناجحة بحيث جاءت بمجموعة من التفاعلات والتي ظهرت جلية في مداخلات الحضور كل وتصوراته اتجاه هذا الموضوع .
ومن ناحية اخرى فجمعية شباب الريصاني بلا حدود تحتوي على إطار شبابي متكامل وضعوا أمام أعينهم أهداف إصلاحية تنموية تثقيفية وتجندوا من أجل تحقيق هاته الأهداف وسيتبلور هذا الامر في ندوات فكرية أخرى وفي أنشطة ثقافية وإجتماعية وصحية ورياضية وعلمية….
أولا:مداخلة الأستاذ إبراهيم بايزو:
كانت المداخلة عبارة عن قراءة ونقد في الفصل الثاني المعنون ب”المدرسة المغربية وسؤال التنمية” وقد تمثل الهدف الأساسي في هذه المداخلة تقديم ملاحظات ونقد أولي علمي لما تناوله هذا الفصل بحيث إتجهت الملاحظة الأولى .إلا ان الأستاذ بايزو إستشف من خلال قرائته لهذا الفصل أن المؤلف إعتمد المنهج “البنيوي الوظيفي” كأحد الاتجاهات السوسيولوجية المعاصرة وإعتماد المؤلف على فلاسفة أمثال “إميل دور كاهيم” و “بورديو”…
وأضاف إبراهيم بايزو أن المؤلف تناول في هذا الفصل مجموعة من النقاط الأساسية كالمدرسة ووظائفها المتمثلة في الوظائف (التعليمية التكوينية ثم الوظيفة التربوية ناهيك عن الوظيفة الايديولوجية) زد عن ذلك أن الفصل تطرق الى المدرسة المغربية ورهان التنمية البشرية المستدامة .
وتحدث كذلك عن المشاكل والتحديات التي تواجه المدرسة المغربية. و اشار بايزو ان المؤلف يفضل مصطلح التنمية البشرية عوض التنمية الإنسانية.وعلى هذا الأساس اعتبر العماري التنمية البشرية “عملية تنمية وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الإنسان وذلك من خلال إعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناس بالناس “
أما التنمية المستدامة فهي”التنمية التي تلبي الإحتياجات الحالية الراهنة دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتها”
وفي إطار تقديم ملاحظاته فضل بايزو لو أن المؤلف اعتمد على المنهج”النقدي عوض المنهج “البنيوي الوظيفي ” وأضاف بايزو سؤال مفتوح “هل المدرسة المغربية تثمن الحرية ؟
ثانيا:مداخلة الأستاذ هشام صابر: “المدرسة المغربية والتربية على القيم “
إستهل الأستاذ مداخلته أولا بالشكر والتقدير لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة، بالإضافة الى ثنائه على أخلاقيات صاحب الكتاب الذي إعتبره إضافة نوعية ومبادرة طيبة في مجال العلم والمعرفة .
بعد ذلك إسترسل الأستاد صابر في القول أن موضوع القيم في مدارسنا هو موضوع ذو شجون ويندى له الجبين نظرا للواقع المر الذي تمر به المدرسة المغربية على مختلف الأصعدة . كما قدم الأستاذ كلمة نقدية للميثاق الوطني للتربية والتكوين بإعتباره محاولة من محاولات الإصلاح البيداغوجي التي باءت بالفشل رغم أن هذا الميثاق تضمن قيم وأسس إيجابية لكن هاته القيم ضلت فقط حبر على ورق وأدى عدم تطبيقها إلى فشل هذا الإصلاح.
وفي جانب آخر تطرق إلى دور و مسؤولية المدرسة في ترسخ القيم إلى جانب محيط الأسرة والمجتمع وان إندثار وإضمحلال هاته القيم هو راجع بالأساس إلى غياب التوازن بين الأطراف المسئولة عن ترسيخ القيم.كما أن المدرسة المغربية تعتمد في منهجيتها العلمية على تقويم وتقييم الجانب المعرفي للمتعلم دون تقويم الجانب القيمي الأخلاقي وإحترام الآخرين والعلاقات البناءة بين الآخرين لدى فالرهان الأساسي هو إعادة النظر في هذه المسألة قصد وضع تقييم للقيم الإنسانية داخل المدرسة.والخروج من بوثقة أزمة القيم داخل المدرسة وضرورة نسج قيم نابعة من العقيدة الإسلامية ومحترمة لحقوق الإنسان والمواطنة .
وأشار الأستاذ هشام أن المؤلف تطرق إلى التحديات التي تواجه المدرسة المغربية.
ثالثا:مداخلة الأستاذ مصطفى مزياني
كانت المداخلة عبارة عن قراءة تقريرية في كتاب “التربية والتنمية وتحديات المستقبل” بحيث حاول الأستاذ مصطفى مزياني إعطاء تلخيص موجز جدا لهذا الكتاب مع تبيان العلاقة القائمة بين التربية والتنمية والتي إعتبرها علاقة غامضة تحتاج إلى دراسة وتحليل على أساس أن التربية والتنمية في علاقة قائمة مع مؤسسات التنشئة الإجتماعية كالأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمع عموما . وأضاف كذلك أن هناك تحديات وعوائق تحول دون تحقيق تنمية شاملة ، ففي غياب التواصل والتكامل بين المدرسة ومحيطها الخارجي ستكون نتائج لا تخدم مصالح التنمية. و أن المدرسة المغربية تتموقع بين محاولة الإصلاح ورهان التنمية لذلك وجب إبراز وتفعيل الرغبة الجامحة من اجل الإصلاح مع ضرورة الحكامة الجيدة في التدبير واتخاد القرار ورفع شعار الديمقراطية والالتزام بتكافئ الفرص والتفاعل الايجابي .
كما ذهب الأستاذ مزياني إلى الحديث عن أزمة القيم ودور وسائل الإعلام في تكريس القيم سواء منها الصالحة أو الطالحة، ووجب كذلك إستحضار قيم الإسلام والعروبة وحقوق الإنسان. وأن التربية هي فرع من فروع علم الإجتماع .
وفي نقطة أخرى تطرق أيضا إلى المقاربات البيداغوجية المعتمدة في المناهج والبرامج الدراسية والمحطات الإصلاحية التي شهدها المغرب منذ الإستقلال في ميدان التعليم من بيداغوجية المضامين مرورا ببيداغوجيا الأهداف وصولا إلى بيداغوجيا الكفايات…
رابعا:مداخلة المؤلف الصديق الصادقي العماري
إبتدأ الأستاذ العماري بكلمة شكر للحضور الكريم وللجمعية . تم إسترسل بالحديث عن مفهوم التربية والتنمية والعلاقة القائمة بينهما وأن كل من التربية والتنمية هما من الإنسان وإلى الإنسان في إطار سيرورة وميكانيزمات فرضتهما غاية ووسيلة فالغاية هي تحقيق التنمية والوسيلة هي التربية.
والتربية هي فرع من علم الإجتماع لدى وجب إستحضار المقاربة السوسيولوجية وتطبيق المنظور الوظيفي البنيوي بحيث أن الفيلسوف “ردكليف براون ” ركز على البنيات في حين “إميل دوركاهيم ” كرائد من رواد علم الإجتماع ركز على الوظائف . وأن المنهج البنيوي الوظيفي قائم على إستخدامه لمفهومي البناء و الوظيفة في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي أو الجسم الحي و الوظيفة البنائية هي رؤية سوسيولجية ترمي إلى تحليل ودراسة بناء المجتمع وبالتالي فهذا المنهاج يؤكد على ضرورة تكامل الأجزاء في إطار الكل أو ما يصطلح عليه بتساند الأجزاء وأنه لا يمكن الفصل بين البنيات والوظائف بحيث أن كل بناء إجتماعي يقوم بوظيفة من أجل تحقيق أهداف تعايش وتكامل المجتمع وفقدان أحد هذه الأطراف سيؤدي لا محال إلى عدم توازن المجتمع.
إن الظاهرة الإجتماعية ليست حكر على المدرسة فقط بل أنها يشترك فيها أطراف من المجتمع كالمؤسسة الأسرية والدينية والإعلامية …وقد جاء كتاب التربية والتنمية وتحديات المستقبل إلماما ووعيا بخطورة الواقع المر الذي يمر به المجتمع في إطار أزمة القيم والإضمحلال الذي عرفه قطاع التعليم . كما أن الكتاب “من بين المحاولات الجادة التي تعمل على رصد جوانب ومداخل رئيسية تعتمدها المنظومة التربوية في بلادنا من أجل التجديد والإصلاح” كما حاول العماري” على تحليل وتفسير مختلف الظواهر التربوية في علاقتها بالظواهر الاجتماعية.
وفي الأخير تم فتح باب المناقشة للحاضرين واللذين تفاعلوا مع جل محاور الندوة، من أجل إغناء وإنجاح هذه البادرة الطيبة بحيث إتجهت أغلب المداخلات نحو التطرق إلى أزمة التعليم بالمغرب وأسباب فشل المنظومة التعليمية وجهود الإصلاح ، وإتجهت مداخلات أخرى الى الحديث عن التربية والتنمية والعلاقة القائمة بينهما بالإضافة إلى الحديث عن التحديات المطروحة على مستوى التنمية البشرية ، وهذه بعض المداخلات:
المداخلة 1: (حمدي مراد أستاذ التعليم الابتدائي)
تمحورت مداخلته حول أزمة التعليم بالمغرب الناتجة عن غياب الحكامة الجيدة وفشل منظومة الإصلاح بشتى تلاوينها كما تأسف عن احتلال المغرب للمراتب المتأخرة في قطاع التعليم وفي الأخير طرح أسئلة من بينها: ما هو تصوركم للاصلاح بالمغرب؟ ألا يمكن اعتبار غياب الحكامة الجيدة هو سبب فشل المنظومة التعليمية؟
المداخلة2:(لحسن التغلاوي أستاذ مادة الاجتماعيات)
والذي لاحظ أن موضوع التربية والتنمية ليس بجديد فقد سبقته دراسات متعددة في الموضوع نفسه وأضاف أن المدرسة المغربية تثمن الحرية مفهوما لكنها لا تثمنها عند الخروج للشارع واشارالى مجموعة من النقاط حول الحرية والقيم..
المداخلة3: (اسماعيلي محمد)
تطرق إلى العوائق التي يمكن أن تحول أمام تنمية شاملة وأعطى مثال حي من واقع تافيلالت بحيث أن هناك شريحة مجتمعية يغيب لديها الجانب الفكري في تزويج أبنائهم وبناتهم ويتخدون العنصرية القبلية شرط من شروط الزواج وبالتالي فالعائق الفكري من عوائق تحقيق التنمية…
المداخلة4: (مولاي احمد حافيظي)
قام بإلقاء كلمة حول طرق تجاوز أزمة التعليم وفشل المنظومة التعليمية..
المداخلة5: (الودغيري)
التعليم المغربي بين الماضي المشرف والحاضر المؤسف والمستقبل المجهول ثم ضمير رجال التعليم قديما وحديثا أية علاقة؟ ثم أين هي حقوق المدرسين ؟ وواقع المدرسة في اطار غياب الدمقرطة وحقوق الانسان.
المداخلة6:
جاءت هذه المداخلة عبارة عن اعجاب بكتاب التربية والتنمية وتحديات المستقبل وان الممارسة العميلة أثبتت وجود حلول لمنظومة التعليم..
المداخلة7:
اتجهت نحو القول أن التنمية بكل أبعادها تهدف الى تقويم الشخص وانه بغياب التربية لا يمكن تحقيق تنمية شاملة…
المداخلة8:
ذهبت المداخلة في مسار إعتبار المدرسة المغربية تعتمد على تقويم الجانب المعرفي دون الجانب الأخلاقي وطرح سؤال كيف نربي ابنائنا في ظل إعلام ساقط وفي ظل غزو ثقافي؟
المداخلة9:
انتقدت الميثاق الوطني للتربية والتكوين هذا الميثاق الذي من انتاج وزارة التربية الوطنية..
المداخلة 10:
لماذا تم إغفال جانب تقديم حلول لاعادة بناء المنظومة التعليمية ؟وكيف نصلح المدرسة العمومية.
المداخلة11:
ألم يحن الوقت لبلورة مدرسة جيدة كفيلة بتحقيق تنمية شاملة ؟ وما موقع جهة مكناس تافيلالت من خريطة التنمية.
المداخلة12:
حاولت رصد جانب من جوانب المقرر المدرسي على اساس اعتباره مقرر لا يلبي حاجيات تحقيق التنمية.
المداخلة13:
لاحظ صاحب المداخلة ان الكتاب اغفل تقديم حلول للازمة التي تتخبط فيها المدرسة المغربية. ثم دور وسائل الاعلام في هدم القيم المجتمعية وان التلميذ يجد نفسه متموقع بين قيم وسائل الاعلام وقيم المدرسة والاسرة وامكانية التوافق بين هاته القيم…
المداخلة14:
هل هناك ارادة سياسية حقيقية للنهوض بقطاع التعليم ببلدنا…
المداخلة15:
التطرق الى وظائف المدرسة المتمثلة في الوظيفة التعليمية والتربوية والايديولوجية وان المدرسة لا تقوم بهاته الوظائف أحسن قيام نظرا لمجموعة من العوامل…
المداخلة16:
تحدثت عن التنشئة الاجتماعية وانه من الصعب التحدث عن التنمية في الوقت الراهن وانه من اجل تحقيق تنمية وجب من الذات الفردية اولا اي بمعنى ان كل شخص ينطلق من ذاته.
مداخلة الاستاذ ابراهيم بايزو:
قال بعجالة أن معظم الأسئلة تتجه في اتجاه موضوعين شائكين هما التربية والتنمية وبالتالي الامر مرتبط بتحقيق غاية معينة وبالتالي وجب اتخاذ وسيلة معينة لتحقيق لهذه الغاية أي أن الغاية هي التنمية والوسيلة هي التربية.
إن الإشكالية الأساسية هي إشكالية اتخاذ القرار واعتماد الإصلاح على فئة محددة ولم يكن هناك إشراك شامل لجميع القوى في هذا الإصلاح كما ان الذين قاموا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين لم يعتمدوا على تقارير رجال التعليم..
مداخلة الاستاذ هشام صابر
تحدث عن دور الإعلام في تكريس القيم وتطرق إلى مفهوم الحرية والديمقراطية واستشهد بقولة للمهدي المنجرة التي يقول فيها ” إن بناء الإنسان أهم من بناء العمران…
مداخلة الأستاذ مصطفى مزياني:
ذهب إلى القول أن معظم الاسئلة تركزت على محاور الإصلاح التربوي ثم فلسفة وسياسة التربية…
مداخلة الأستاذ المؤلف
لاحظ أن من خلال المناقشة أن الأغلبية لم يطلعوا على الكتاب ثم إسترسل في الحديث عن مجموعة من أسئلة الحضور…
إن هذه الندوة الفكرية قليل من كثير، وجزء من كل ،وبنان من أصبع، و دقيقة من أسبوع، وقطرة من ينبوع ،وما أنا حين أتحدث عن هذه الندوة إلا كمن يحاول جمع الدنيا في صندوق، وحصر المحيط في كف، والبحر في كأس، فموضوع التربية والتنمية متشعب الجوانب، متداخل العناصر، ومهما تحدثنا عن هذا الموضوع فلن نوفيه حقه من الدراسة والتحليل ،ذلك أني لو أعطيت قدرة التعبير على التصوير، ومنحت ريشة من الخيال ما استطعت أن أوفي هذا الموضوع حقه.والحمد لله الندوة كانت ناجحة بحيث جاءت بمجموعة من التفاعلات والتي ظهرت جلية في مداخلات الحضور كل وتصوراته اتجاه هذا الموضوع .
ومن ناحية اخرى فجمعية شباب الريصاني بلا حدود تحتوي على إطار شبابي متكامل وضعوا أمام أعينهم أهداف إصلاحية تنموية تثقيفية وتجندوا من أجل تحقيق هاته الأهداف وسيتبلور هذا الامر في ندوات فكرية أخرى وفي أنشطة ثقافية وإجتماعية وصحية ورياضية وعلمية….
عن مكتب جمعية شباب الريصاني بلا حدود