وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق : “الوعي الديني يقتضي اليوم أن يعرف مسلمو هذا العصر ما هو أولى حتى لا تكون الجزئيات هي التي يختلفون فيها أو يتشبثون بها”

الانتفاضة

قال وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، في كلمة له امس الاثنين بكلية اللغة العربية بمراكش، إن “إسناد الأمور لغير أهلها قد صاحب المسلمين عبر تاريخيهم”، وذلك في سياق حديثة عن العلماء المتخصصين في فقه الأولويات، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من العلوم الإنسانية في فهم واستيعاب الظواهر لحركيتها وتطورها عبر الزمن. التوفيق أوضح في ندوة علمية بعنوان “فقه الأولويات قراءة من خارج التخصص”، أنه “إذا تكلم كاتب في فقه الأولويات عن الشورة تعين عليه تحديد الآليات، وإذا تكلم عن الحرية لازم تحديد آفاقها بين حرية الأفراد وحرية الجماعات، وإذا تناول حقوق الشعوب يجب أن يستحضر بالضرورة أسس الهويات والتعدد”. وأضاف أن “الوعي الديني يقتضي اليوم أن يعرف مسلمو هذا العصر ما هو أولى حتى لا تكون الجزئيات هي التي يختلفون فيها أو يتشبثون بها، لأنه لو تمسك الناس بالأولويات ورتبوها لحلت مجموعة من المشاكل داخل المجتمع”.

وعن المنتخبين السياسيين قال وزير الأوقاف: “وجب تساوي انتخابهم، كما يجيب أن تمر النتائج عبر اجتهاد خاصة باسم قاعدة من قواعد الفقه والأصول وهو أمر في غاية الأهمية”. أما عن أولويات الأمن ودفع الفتنة، فقال التوفيق إنه “يقتضي الترشح من باب المصلحة، أما الكلام عن ضرورة التشبث بالصلاح فهو أمر راسخ في المرجعية الاسلامية ومن أهم ما يلتقي فيه الاسلام مع التوجهات السياسية المعاصرة الثورية والتحررية”. وأضاف في ذات الندوة أن “العالم اليوم بما فيه من تعدد وتفاوت وتناقض يشتغل بنظام يحكم فيه الاستعلاء وخادمته التجارة وجاريتها السياسة، وهو نظام يتفاهم أو يتصارع فيه المتنافسون عن مصالحهم، هذا النظام يصعب أن نقترح له بديلا كاملا كما يصعب أن تمزجه بما ليس من طبيعته”.

وتابع قوله: “هذا ما يجعل المنتسب للإسلام إما أن يرفضه كله فينجر إلى العنف، أو أن يحاول القيام بسلطة التحريض، أو يتلاءم معه بدرجة الامتصاص أو يذوب ويقبل التبعية”، حسب تعبير التوفيق.

التعليقات مغلقة.