المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته الخمسين بين النمطية وتجديد الذات

الانتفاضة

محمد السعيد مازغ

أكد  الدكتور محمد الكنيديري رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، في كلمته التي القاها خلال الندوة الصحفية لفاتح يوليوز 2019 ، والتي حضرها ممثلو وسائل الاعلام بكل اصنافها، أن جمعيته عانت كثيرا من أجل حماية واستمرارية هذا الموروث الثقافي، وإخراجه في حلة قشيبة تليق بمدينة مراكش وبتاريخها، مشيرا الى المجهودات التي تبذل من أجل انتقاء أفضل الفرق، مع الحرص على التنوع وتغطية جل المناطق المغربية، إضافة إلى الاهتمام بالفنان على مستوى الإقامة وظروف الراحة، وغيرها من الخطوات التي يتطلبها التهييء القبلي، قبل المرور إلى باقي المراحل من إخراج وتداريب وإنارة وصوتيات…..

وعبر  رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية عن أمله في ان تتخطى الجمعية مجموعة من الاكراهات المثبطة التي عانت منها مدينة مراكش خلال المواسم السابقة وكانت سببا في عدم تنظيم المهرجان خلال الفترة الممتدة من 1995 إلى  1998 ، و من 2014 إلى غاية 2017 

ولم يخف محمد الكنيديري سعادته بمستوى المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته الخمسين الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار “:  “الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني” ، مشيدا بالدعم الذي وفرته وزارة الاتصال والثقافة في شخص وزيرها السيد محمد الاعرج، وولاية مراكش والمجالس المنتخبة، وبعض شركات الخواص ….،كما أثنى على التعاون الإيجابي والتنسيق بين مندوبية الثقافة وإدارة المهرجان، والذي ساهم في تجاوز بعض الإكراهات، والتفكير في الصيغ الكفيلة بالتعريف بالتراث المغربي الأصيل، وتشجيع البحوث في هذا الشأن، من اجل صيانة ذاكرة المهرجان وتكوين بنك للمعلومات .

   وأفاد محمد الكنيديري في أن مهرجان الوطني للفنون الشعبية سيشهد في هذه الدورة مشاركة حوالي 750 فنانا يمثلون جميع أطياف الفنون الشعبية المغربية، ممثلين في 40 فرقة، وبمشاركة متميزة لكل من دولة الجزائر، والسينغال والصين واوكرانيا، كما ستشهد ساحة جامع الفنا، وساحة الحارثي، والمسرح الملكي الى جانب منصة بالمركز الثقافي الاجتماعي لمقاطعة النخيل عروضا فنية متميزة.

وعبر محمد الكنيديري عن ارتياحه أيضا لمستوى التنظيم، وجمالية الاخراج، والتجهيزات المتوفرة من إضاءة وصوتيات وغيرها، ومستوى الفرق المشاركة أملا في أن تكون الدورة الخمسين للمهرجان متميزة و في مستوى تطلعات ساكنة مراكش والمغرب ، وأن تحظى بتغطيات اعلامية محلية ووطنية وعالمية ، لما يشكله الاعلام من أهمية في تسويق المنتوج ، وتشجيع السياحة الثقافية

من جهته، عبر ممثل مندوبية الثقافة السيد عز الدين كارا عن اعتزازه بالاشتغال الى جانب محمد الكنيديري، والعمل سويا على إنجاح هذه التظاهرة التراثية التي تمثل الوجه المضيء لمدينة مراكش، وتراثها الثقافي والحضاري، لما يكتسيه من  رمزية خاصة بعد مرور نصف قرن على ميلاد هذه التظاهرة التراثية المتميزة التي تعكس الوجه الحضاري العريق لبلدنا المغرب، مضيفا في السياق ذاته أن وزارة الثقافة والاتصال تولي هذا المهرجان عناية كبيرة للارتقاء بمستواه الفني والتنظيمي انطلاقا من نتائج عمليات تقييم الدورة السابقة، حيث سيتم العمل على تجاوز بعض الملاحظات التي تم تسجيلها سابقا، والمساهمة بشكل فعلي في تدشين مرحلة جديدة تبصم على منحى تصاعدي، مؤكدا أن مندوبية الثقافة مستعدة للانفتاح على كل القوى الحية المهتمة بالتراث الإنساني و تشجيع كل المبادرات الجادة.

ويذكر انه وعلى هامش المهرجان الوطني للفنون الشعبية ستنظم ندوات علمية وعروض قيمة ومن المنتظر ان يحضرها وزير الثقافة السابق بنسالم حميش، وثريا اقبال استاذة جامعية ، ومصطفى العريسة عن جامعة القاضي عياض ، وياسين عدنان كاتب، ومعاد ادم جامعة القاضي عياض، وستيفان هيراشي عن جامعة فالونسيا، وعمر فرتات  عن جامعة بوردو ، وغيرهم من الاساتذة الذين سينشطون الجانب الثقافي للمهرجان تحت رئاسة عبد الحي صادق المدير العلمي للمهرجان

أسئلة الصحفيين ركزت على بعض الهفوات التي غالبا ما تقع فيها إدارة المهرجان واللجنة التنظيمية، وخاصة على مستوى انتقاء الفرق، التعريف بها، انعدام أي دليل أو مجلة خاصة بالتغطية اليومية لفعاليات المهرجان، عدم الاعتماد الكلي للمهرجان على المال العام، وضرورة التفكير في سبل خلق مشاريع ذاتية كمعهد لتكوين الأجيال الصاعدة في الفنون الشعبية خاصة أن هذه الفنون أصبحت اليوم مهددة بالاندثار، والطمس والتشويه في غياب تأهيل خلف قادر على حمل المشعل، وفي غياب دراسات ومبادرات تهدف إلى تقوية الإحساس بالانتماء والتشبث بالهوية، أو العمل على إنشاء مركز خاص بمؤسسة المهرجان، تشجيع الصحافة المحلية، تخصيص جوائز لأحسن المقالات، الخروج من النمطية وتكرار الذات في كل دورة، اعتماد التكنولوجية الحديثة في التعريف بالمهرجان….

ويذكر انه وعلى هامش المهرجان الوطني للفنون الشعبية ستنظم ندوات علمية وعروض قيمة ومن المنتظر ان يحضرها وزير الثقافة السابق بنسالم حميش، وثريا اقبال استاذة جامعية ، ومصطفى العريسة عن جامعة القاضي عياض ، وياسين عدنان كاتب، ومعاد ادم جامعة القاضي عياض، وستيفان هيراشي عن جامعة فالونسيا، وعمر فرتات  عن جامعة بوردو ، وغيرهم من الاساتذة الذين سينشطون الجانب الثقافي للمهرجان تحت رئاسة عبد الحي صادق المدير العلمي للمهرجان

التعليقات مغلقة.