معاناة الطالبات الجامعيات بين الاغتراب وغلاء الإيجار

هدى اموس

بعد الفرحة التي يعيشها الطلبة والطالبات اثر حصولهم على البكالوريا التي تعتبر بطاقة عبور  من الثانوية إلى الجامعة وبداية تكوين شخصية قوية تنطوي تحت إسم طالب وليس تلميذ، هي إذن أحلام كل طالب للوصول إلى هذه المرحلة الجامعية دون التفكير في المعاناة التي سيعرفها كل شخص بعيد عن الجامعة. فالحلم شيء، والواقع شيء أخر. فإذا كان الطالب محظوظا بعد الشيء فإما تكون لديه عائلة قريبة من الجامعة، أو أن يتم قبوله بالسكن الجامعي الذي لا يتوفر على أدنى شروط العيش الكريم. وإما قبوله في داخلية صارمة تحدد قوانين شبيهة بالسجن خاص بالنسبة للطالبات. لكن هناك بعض الطلبة الذين لم يحصلوا على أية فرصة. مما جعلهم القدر يتخبطون في ويلات الكراء باهض الثمن خاصة وأن جل الطلبة والطالبات الذين يلجئون إلى الجامعة إما ينحدرون من أسر متوسطة، وإما من أسر معوزة، وهذا هو الصنف السائد.

ففي كل دخول جامعي، يسيل لعاب السماسرة وأصحاب البيوت المخصصة لكراء الغرف للطلبة، حيث نجد أثمنه خيالية جدا، لا يستطيع الطلبة مواكبتها في ظل غلاء المعيشة اليومية للمواطن. ولهذا يضطر بعض الطلبة ولا نبالغ إذا قلنا جل الطلبة إلى التوقف عن الدراسة الجامعية لأسباب عديدة منها الفقر، وحتى أمل الحصول على المنحة يبقى ضئيلا لتفشي المحسوبية والزبونية فيها. وإذا افترضنا جدلا أن هناك فئة قادرة على الإيجار فهي بدورها لا تسلم من هذه المعاناة خاصة في ظل الشروط التي يفرضها بعض أصحاب البيوت. وكأنهم يتصدقون على الطلبة في حين أنهم لا يقدرون الأوضاع أبدا. همهم الوحيد هو الاستفادة على أوسع نطاق حتى ولو كان على حساب الطلبة الفقراء الذين يطمحون إلى الدراسة الجامعية ونيل شهادة الإجازة لينضموا في الأخير إلى قائمة المعطلين وهذا هو حال بلدنا العزيز المغرب، وإذا كنت في المغرب فلا تستغرب.

                                                              

 

 

 

التعليقات مغلقة.