الانتفاضة/
وذكر في هذا الصدد أن مقابر هؤلاء المغاربة المنتشرة عبر التراب الأوروبي دالة على ذلك، منها مقبرة فينافرو بإيطاليا ومقبر شاستر ببلجيكا ومقبرة كيبيل بهولندا ومقبرتي بلدية مونجوا سانت مارتن ونوتردام دو لوريت بفرنسا، وبالقرب من هذه المقابر أو على شواهدها نقرأ الاعتراف الرسمي بنبل الإنسان المغربي وعطائه بدون حدود.
وأكد الكثيري أن هذه هي الذاكرة التي ينبغي أن يتقاسمها مغاربة العالم مع بلدان الاستقبال، وهي ذاكرة لابد من تثمينها والتعريف بها والتذكير بها؛ مشيرا إلى أن هذا الرصيد “لابد للأجيال الثانية والثالثة أن تحفظها ويكون عنوان حضورها في هذه البلدان وأن تكون سلاحهم في مواجهة المد العنصري والفاشية الجديدة والأفكار الهدامة والتيارات اليمينية المتطرفة”.
وتابع أن تعريف قيم المواطنة كان يتحدد خلال فترة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال في التضحية في سبيل الوطن بالمال والنفس، لكنها اليوم تعرف بأنها ذلك السلوك الإيجابي تجاه الوطن، ومعرفة رموز الوطن ورايته ونشيده وعاداته وتقاليده ولباسه الشعبي وآثاره، والاهتمام بقضاياه الوطنية والدفاع عنها في المحافل والمنتديات الدولية ونصورة الوطن في كل ما يتصل بمصيره ومستقبله.
من جهتها، ثمنت جميلة الإنجورني، رئيسة جمعية السواعد المغربية الصحراوية، مجهودات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ذات الصلة بالذاكرة الوطنية وعلاقتها بالمجتمع المدني اعتبارا لكون العناية بالتاريخ الوطني الأثيل وبالذاكرة الوطنية الحاضنة لأمجاد الأمة المغربية ومفاخرها يدخل في صميم اختصاصات المندوبية ومهامها.
وأكدت أن تنظيم هذه الندوة الفكرية حول موضوع الذاكرة المشتركة نابع من القناعة بالأدوار الوازنة التي يقوم بها المجتمع المدني في مجال التنمية البشرية المستدامة وفي مجال العناية بالرأسمال اللامادي وفي طليعته تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية؛ مضيفة أن اللقاء يعكس وعي المجتمع المدني ودوره في نشر رسالة المواطنة وفصول الذاكرة التاريخية وتقوية الأواصر مع الشعوب التي تتقاسم مع الشعب المغربي ماض مشترك يحيل إلى ذاكرة مشتركة.
وفي ختام اللقاء، الذي عرف حضور عدد من أفراد الجالية المغربية وجاليات عدد من الدول العربية، أقام المنظمون حفلا تكريميا للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في شخص مصطفى الكثيري.
التعليقات مغلقة.