شهدت مدن مغربية عدة مسيرات احتجاجية حاشدة، للتعبير عن رفض إجبارية التلقيح، والإدلاء بالجواز الصحي في الإدارات والمؤسسات وحتى في المقاهي والحمامات الشعبية. وازداد الأمر سوءا حين اعلن عن حرمان التلاميذ غير الملقحين من التعليم الحضوري ،ومن ولوج المؤسسة.
المسيرات الاحتجاجية شارك فيها الملقحون وغير الملقحين ،وهو تعبير جماعي عن الازعاج الذي تسببت فيه وزارة الصحة، و المبالغة في اتخاذ الإجراءات، رغم النجاح الذي تحقق بالنسبة لأعداد المستفيدين من اللقاح والذي تجاوز سبعين في المائة.
ولا تخفى مخلفات الجائحة، خاصة على الصناع التقليديين و القطاعات المرتبطة بالسياحة ،و الطبقات المتوسطة و الفقيرة، فقد تضرر هؤلاء كثيرا، ومنهم من بلغ مرحلة الإفلاس ،ومنهم من أصيب بأمراض اجتماعية ونفسية خطيرة كالكآبة و الانعزال عن الناس، و الانتحار، والطلاق….
لم يستبعد المتتبعون للشأن العام ،ان يكون موضوع الاحتجاج الذي هو التلقيح والجواز الصحي مجرد عنوان ثانوي، فالشارع الذي يتلقى الضربات تلو الضربات وفي المقدمة غلاء المعيشة، ارتفاع الأسعار، قلة فرص الشغل، بطالة الخريجين، العنف البوليسي خلال المسيرات الاحتجاجية رغم سلميتها .. لن يصمد كثير من المواطنين أمام هذه الزيادات التي ترهق ميزانية البيت، وتمس المواد الغذائية الأساسية كالدقيق، والزيت والعدس. فكانت المسيرات بمثابة الشرارة الأولى التي تحذر من استمرار الهجوم على القوت اليومي للمواطن، وأيضا من لعب رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالنار، خاصة انه سبق ان هدد بإعادة” التربية” للمواطن ، وسبق للمواطنين مقاطعة شركاته، وكبدته خسارات مادية كبيرة.
الظروف التي يمر منها المغرب، تتطلب اليقظة والحذر ،والأخذ بكافة الاحتياطات خاصة ان جارة السوء تتصيد في الماء العكر، وتسعى لتشويه سمعة المغرب، واللعب على التأويلات و المغالطات وتهديد المغرب بالحرب وبنهك اقتصاده، ومن فضل الله أن الهواء لا يشتريه احد، ولا غنى لأي كان عنه ، ولو كان متاحا، لعجل النظام العسكري الجزائري إلى قطعه عن المغاربة.
ومن حسن تدبير الشأن الخارجي، ان المغرب يتجاهل باستمرار الاستفزازات الجزائرية، ولا يرد عليها، الشيء الذي يدخل حسب المتتبعين في السياسة الحكيمة التي ينتهجها المغرب مع جيرانه، والدروس المستفيدة التي تجعل من الآخر مراجعة ذاته، والعمل على تجاوز كل ما من شأنه أن يمس بالعلاقات او يقحم نفسه في معارك لا يمكن أن يكون فيها الرابح، لأن ايغحرب كانت ولو قصيرة ينجم عنها الدمار والخسارات في الأرواح الماديات….
التعليقات مغلقة.