الانتفاضة/ د. مصطفى غلمان*
ليس ما يحقق نواة المحبة غير ما تسقى به تربة مقامها. ولذلك يكون المطلب فيها منزلة لاكتسابها والتحفف بها. وقد صدق الإمام القشيري إذ يقول : “المقام ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب مما يتوصّل إليه بنوع تصرف ويتحقق به بضرب تَطَلُّب ومقاساة تكلّف فيقام كلّ أحد موضع إقامته عند ذلك”
كانت المحبة وستظل مشربة لتغليب الشعور الإيماني على حالات الشك والتيه وضمور الرؤية.
ولهذا كانت المحبة توصف بمقامات المكاسب كما سماها الجرجاني؛ لأنها قيمة خاصة ينفرد بها ويتحلاها الأصفياء الأتقياء الأنقياء أصحاب المقامات.
فلا غرو إن كان المقام اليوم منكشفا على هذه المحبة المبتغاة والعروة المشتهاة.
كلنا اليوم نرتقي هذه المحبة ونسمو إليها ونبتغيها صادقة لوجه الله ، ما دام استواؤها على الصدق مندور للقلب والجوارح.
قال العلامة ابن أبي شريف رحمه الله في حواشي العقائد:
(الصدق استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألاَّ تكذب أحوالُ العبد أعمالَه، ولا أعمالُه أحوالَه).
ولكم كان نظيم الصدق في مثل هذا المقام منتهيا إلى ما يدل على مكانة فناننا الأثير الصديق العزيز الأستاذ جواد الشاري، سرا وعلانية ظاهرا وباطنا قائما وقاعدا حاضرا وغائبا .
لا يعوز اللقاء اليوم غير الترجي البليغ بمقام الاصطفاء والبهاء السخي. فقد اجتمع كل الناس على محبة الرجل، للصفات التي لا تلتبس على العارفين بها، وللصدق الذي ينثر الجواد من ثريا الخير وبركات الإحسان والرضى الرباني.
ولا مراء أن يكون الجواد جسرا لكل المحبين الصادقين.
ولا ترف في القول بمدح الرجل، ملاحة وحلاوة وهيبة. وقد صدق من قال( ثلاث لا تخطئ الصادق : الحلاوة ، والملاحة ، والهيبة) .
أما بعد فإني أتدلى بحجية الحضور الجليل الذي أغدق به القدر الساعة، وانتدبني للتعبير عن سعادتي البالغة والفرح العامر بصحبة المكرم النبيل سي جواد الشاري، شوقا للرؤيا واشتياقا للتراحم والرحمة. أستحضر هما أيضا بلاغة العبارة في الأثر الإلهي القائل ( من صدقني في سريرته صدقته في علانيته عند خلقي) .
فكيف بي وأنا العبد الضعيف جئت من أرض أولياء الله الصالحين سبعة رجال منقادا على الصدق نية وإخلاصا، غير غافل عمن أقصده ولا ساع لمن لا يقبض بالجمر مشارف البر والتقوى، منتصب لتوريق مشاعر الأخوة العميقة، مبادل سعف النخيل بمثله،
فألف شكر واعتبار لهامتك الباسقة عزيزي الفنان الأغر سي جواد .. وألف محبة وتقدير لحضورك الفني الثقافي الهادر، ومبارك عليك وعلينا هذه اللمة المحبة المدرارة التي هبت لتطويق صدرك بورود الإعجاب والاحتفاء، والله أسأل له
زيادة في الدّين، وبركة في العمر وصحّة في الجسم، وسعةً في الرزق . اللهم أبعد عنه شرّ النّفوس، واحفظه باسمه السّلام القدّوس، واجعل رزقه مباركاً غير محبوس، واجعل منزلته عندك جنّة الفردوس، أسأل الله أن يحصّنكم بالقرآن، ويبعد عنكم الشّيطان، وييسّر لكم من الأعمال ما يقرّبكم فيها إلى العليين وأن يصبّ عليكم من نفحات الإيمان، وعافية الأبدان، ورضا الرّحمن، ويجعل لقيانا في أعالي الجنان.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
- الشهادة التي شاركت بها في حفل توقيع الشريط الفنى ” مدائح” بدار الثقافة قلعة السراغنة الأربعاء 1 ماي 2019
التعليقات مغلقة.