مؤتمر دولي في المغرب يناقش الانعكاسات السلبية لـ’الربيع العربي’

 ينظم المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية بالشراكة مع مؤسسة جيفرسون مؤتمرا دوليا حول “الحقوق الطبيعية في العالم العربي ما بعد الثورة : الواقع والتحديات” بفندق فرح بالرباط ما بين 18 و20 أبريل 2014.

وتشارك في المؤتمر مجموعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة والخبراء العرب والأجانب لتسليط الضوء على أهمية احترام حرية الفرد السياسية والدينية. كما من المنتظر أن يحضر أشغاله التي تمتد على ثلاثة أيام باحثون وأكاديميون وإعلاميون من تونس وليبيا ومصر والمغرب وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها.

ويدرس المشاركون التجارب التاريخية الإنسانية للاستفادة منها في فهم ما يجري في ما بات يعرف بالربيع العربي وما شهدته وتشهده من انتكاسات وتراجعات في حقوق الأفراد والجماعات وبروز ظاهرة التعصب والتطرف والإقصاء وتناميها وانتشارها الواضح.

ويأتي المؤتمر في سياق إعادة الاعتبار إلى فكرة الحق الطبيعي وإلى مضمون الحرية المشكل لها وذلك عبر دراسة بعض التجارب التاريخية الحديثة، وإدراكا للأهمية المحورية لهذه القضية ودورها الأساسي في بناء مجتمع يحمي الحقوق الأساسية للمواطن باعتبارها رافعة للتنمية والتقدم.

تجدر الإشارة إلى أن المركز الدولي لدراسات جيفرسون يهدف إلى التوعية بفكر الحقوق الطبيعية مستلهما أعمال جيفرسون عبر برنامج زمالة وندوات دولية وموائد مستديرة وورشات.

وحسب بيان صادر عن الجهات المنظمة “يأتي هذا المؤتمر في سياق إعادة الاعتبار إلى فكرة الحق الطبيعي وإلى مضمون الحرية المشكل لها وذلك عبر دراسة تجاربها التاريخية الحديثة”. وحول سبب تنظيم المؤتمر في هذا التوقيت بالذات، قال نوح الهرموزي، مدير المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية “لاشك أن دراستنا لتجارب تاريخية أخرى ستفيدنا في فهم ما يجري في ما بات يعرف بالربيع العربي وما شهدته وتشهده من انتكاسات وتراجعات في حقوق الأفراد والجماعات”.

ويعرف المؤتمر مشاركة العديد من الفعاليات الدولية، إذ يشارك ممثل صندوق النقد الدولي بالمغرب وشمال أفريقيا جان بيير شوفور بمداخلة حول الحق في التنمية، حيث سيجيب عن عدد من الأسئلة من قبيل “هل هنالك حقوق “جوهرية” معينة يمتلكها، أو يجب أن يمتلكها، البشر جميعا لا لشيء إلا لانتمائهم إلى الجنس البشري؟ كيف تتصل حقوق الإنسان هذه بالمفاهيم المؤصلة لها كالحرية الشاملة وحرية الإرادة؟ هل يمكن أن يحصل تضارب بين حقوق الإنسان؟”.

أما أستاذ التاريخ الأميركي في جامعة إدنبرة فرانك كوغليانو فيتناول في مداخلته “الحقوق الطبيعية والنظام العالمي الجديد”، ويحلل كوغليانو جهود جيفرسون لحماية وتعزيز المصالح الأميركية وسعيه إلى إحداث تحول في العلاقات الدولية، ويستند في تحليله إلى دراسة حالة العلاقات الأميركية مع شمال أفريقيا من خلال التركيز على العلاقات الأميركية المغربية باعتبارها وجها من أوجه الدبلوماسية الجديدة لعصر ما بعد الثورة الأميركية.

وفي سياق متصل تتطرق آنيت غوردون ريد أستاذة التاريخ بجامعة هارفارد إلى “تحليل حياة جيفرسون في مونتيتشيلو لاستكشاف المفارقة الأميركية” أي تلك العقيدة القائمة على مساواة البشر بشكل معلن في أيام العبودية ومبدأ تفوق العرق الأبيض.

ومن جهة أخرى يتوقف مدير البرامج الدولية في منظمة “أطلس للدراسات والأبحاث الاقتصادية” عند سؤال “لماذا الحرية؟ وحسب الورقة التي توصلنا بها من المنتظر أن يتطرق “بالمر” إلى تبيين كيفية ظهور الأفكار وكيفية اتصال بعضها ببعض خلال تحليل تاريخ الفكر الليبرتاري ومفاهيمه باعتباره يقدم فهما منسجما حول العالم.

إلى جانب هذه الفعاليات العلمية الدولية، يشارك من المغرب كل من “إدريس لكريني” من جامعة القاضي عياض و”أحمد مفيد” من جامعة فاس و”أمينة بوعياش” و”محمد تملدو” و”محمد الزناتي”، أما من تونس فيشهد المؤتمر مشاركة المفكر “محمد الحداد ” والباحثة التونسية “آمال قرامي”، فيما يشارك من تركيا الباحث “بيكان شاهين”.

يذكر أن “المركز العلمي العربي للدراسات والأبحاث الإنسانية” المنظم للمؤتمر، مؤسسة بحثية علمية عربية تأسست من طرف ثلة من الباحثين بغية المساهمة في إغناء الحركية البحثية في العالم العربي، ويهدف المركز إلى تطوير المعارف الإنسانية والاجتماعية ونشرها في العالم العربي، والمساهمة في النقاش العام وتقديم أفكار جديدة ومقترحات لصناع القرار والباحثين، مستلهمين المعارف الإنسانية والنماذج والتجارب الناجحة على الصعيد العالمي.

التعليقات مغلقة.