الانتفاضة/ نورالدين الملاخ
كان الإمام دائما يهيئنا ليوم الرحيل، لازمته في كل موعد:” الموت تحفة المؤمن، وأن الموت انتقال من دار إلى دار، من دار الفناء إلى دار البقاء.. نحن اليوم هنا وغدا هناك.. هنيئا لمن عمل لما بعد الموت.. الدنيا صحبة أشباح والآخرة صحبة أرواح”
كل يوم يصل خبر رحيل رجل أو امرأة عرفناه فترة من الزمان من عمَّار الأرض. ركب سفينة الدعوة يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. شمر خلال سيره على ساعد الجد يجمع الناس على الخير، يربي الشباب على الطهر، يسهر على تنشئة الأطفال حتى يصبحوا رجال الصلاح، وتصبح الأسر نواة بناء مجتمع العمران الأخوي.
رحيل يحدث لوعة في القلب
خالطنا هـؤلاء الرجال ونسج الله بين القلوب خيوط المحبة وتحولت ألفتنا إلى صحبة صادقة في جماعة طاهرة.
عندما تسمع حديثه في مجلس؛ ينفذ كلِمه لقلبك طاهرا، ويشع من وجهه نور يضيئ ما حوله. كلامه بلسم لجراح سامعه، نصحه شفاء لسقم مستنصحه، حضوره ملأ لفراغ جليسه.
قافلة الرحيل يزداد يوما بعد يوم أهلها. ينتقلون إلى الدار الآخرة، وتبقى أنت من عمار الأرض إلى حين. إلا أنهم تركوا لنا رسائل واضحة وضوح الشمس؛ مفاذها:
إنك لاحق بِنَا بعد حين، فماذا أنت فاعل؟ وما زادك في قبر ينتظرك؟ وما جوابك لسؤال تعلمه اليوم في النصوص وتجيب عنه غدا العينين واللسان والشفتين؟
سؤال المصير نتذكره زمن الرحيل. وجب ذكره في اليوم والليل لنقتحم العقبات لنكون من الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر والمرحمة.
لنلتقي بالكوكبة النورانية غير مبدلين ولا مغيرين،
رحمك الله أخي سعيد التاقي ورحم الله كل من سبقنا إلى الدار الآخرة. كنّا إخوانا في الدنيا، اجتمعنا على الله، وركبنا جميعا سفينة المحبة والإخاء. أسأل الله أن نكون إخوان الآخرة على سرر متقابلين.
والموعد الله.
التعليقات مغلقة.