بيان حول الحراك بمنطقة الريف والحسيمة على الخصوص

الانتفاضة

يتابع اتحاد العمل النسائي بقلق كبير تطورات حراك الريف الذي استمر لما يزيد عن سبعة أشهر، وإذ يسجل الطابع السلمي والحضاري لهذا الحراك ، ويؤيد المطالب المشروعة و العادلة لساكنة المنطقة ، وينوه بالانخراط الواسع للنساء في هذا الحراك وقيادته احيانا من طرف ناشطات ميدانيات شابات و ما أبدعنه من  أساليب نضالية متميزة في الفعل و التأطير، وفي الوقت الذي كان ينبغي فيه  الانصات إلى نبض ساكنة الريف التي عانت لأكثر من 60 سنة من غياب العدالة الاجتماعية و ما ترتب عنها من تهميش وإقصاء و بطالة ومناطق أخرى بالمغرب تعاني من نفس الوضع ومن سوء التدبير الحكومي لملفات حيوية تتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وفي الوقت الذي كنا ننتظر في اتحاد العمل النسائي  بصفته أحد مكونات الحركة الحقوقية بالمغرب فتح حوار جدي ومسؤول حول مطالب الساكنة و تفعيل المشاريع المبرمجة  ، و الوقوف على حقيقة ما تم انجازه من طرف المسؤولين بالمنطقة مع  اعمال مبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة ، تم نعت أبناء المنطقة بالانفصال و التواطؤ على مصلحة الوطن ووحدته ، وتم اللجوء إلى المقاربة الأمنية وما نتج عنها من قمع وتنكيل وترهيب واعتقالات تعسفية بالجملة دهب ضحيتها خيرة شباب وشابات المنطقة  الذين اتهموا بأفعال اجرامية خطيرة في خرق سافر للقانون و لشروط المحاكمة العادلة وصدرت في حق بعضهم احكام قاسية ولازال بعضهم وبعضهن على ذمة التحقيق  ، مع ما صاحب دلك من حملة اعلامية رسمية لتشويه سلمية الحراك و التشويش على مطالب ساكنة الريف المشروعة باستعمال صور لا تمت للحقيقة  بأية صلة وحيث تمادت الدولة في ممارساتها القمعية تجاه المحتجين يوم عيد الفطر، بالرغم من ارتفاع الاصوات الحرة وطنيا ودوليا من أجل استحضار روح الحكمة والتبصر لوقف النزيف بالمنطقة بدءا بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات فان التوتر عاد من جديد للمنطقة من خلال مجموعة من الخروقات سمتها الافراط في استعمال العنف، واتحاد العمل النسائي لا يسعه الا ان يدين هذه الممارسات ويستنكرها لكونها تتعارض مع القانون الدولي الإنساني كالمنع من التنقل من منطقة للأخرى قصد التظاهر، التطويق الأمني لكل شوارع وساحات الحسيمة واستعمال الغازات المسيلة للدموع، الاعتداءات الشنيعة على النساء اللواتي خرجن فقط للمطالبة بالإفراج عن ابناءهن لا يحملن حجرا ولا حثى لافتات مما يجعل الحريات والحقوق وكل المكتسبات الجزئية التي تحققت في مهب الريح.

ان اتحاد العمل النسائي الذي يناضل من أجل الحقوق في شموليتها ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية والحق في التظاهر والتنقل، إذ يؤكد على مشروعية مطالب واحتجاجات الريف والحسيمة يجدد دعوته والحاحه على ما يلي:

  • وقف النزيف الذي تعيشه منطقة الريف والحسيمة على الخصوص والذي قد يجر المغرب الى انزلاقات نحن في غنى عنها.

  • الاسراع بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات.

  • فتح حوار جاد ومسؤول مع المعنيين بالمنطقة واشراكهم في وضع اجندة لتنفيد المشاريع التنموية الضرورية بالمنطقة.

  • إعمال جدي لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ومعاقبة الفاسدين والمفسدين والمنتجين المباشرين لما يجري الان بالمنطقة.

  • وضع حد لهذا التصعيد واعتبار مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

اتحاد العمل النسائي

التعليقات مغلقة.