الانتفاضة – عادل أيت بوعزة
لا حديث في مراكش إلا عن حالة الإحتقان التي تعرفها جميع القطاعات المتضررة من التدابير الحكومية لمواجهة جائحة كورونا ، و على الرغم من توالي الإحتجاجات الإفتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي و أيضا توالي تنظيم وقفات إحتجاجية امام ولاية مراكش و منذوبية وزارة السياحة فإن هذه المحاولات لم تأتي بجديد يذكر قد يرفع البؤس أو يخفف حدة الأزمة على الألاف من الأسر التي وجدت نفسها بين مطرقة الكرامة و سندان الجوع المميت .
#مراكش_تختنق الهاشتاك الذي فضح المستور .
تداول المراكشيين هاشتاك مراكش تختنق ، للتعبير عن إنهيار المنظومة الصحية و على الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية الخانقة التي تمر منها المدينة منذ شهر مارس بفعل جائحة كورونا ، صور المستشفيات البئيسة و معاناة المرضى و الاطباء و الممرضين أجمعين عجل بزيارة وزير الصحة ، و العديد من التدابير التي حسنت مناعة المنظومة الصحية في المدينة على الرغم من إستمرار بعض المشاكل البنيوية الى حين آخر .
تبعاً لذلك ، ظهرت على سطح مواقع التواصل الإجتماعي و الإعلام الإلكتروني بعض الحالات الإنسانية التي تطالب يد المساعدة في سعيها للعيش الكريم و لأبسط الضروريات كالسكن و الأكل ، و إذ كانت الى حدود شهر غشت هذه الحالات معدودة ، فإن الزمان كان كفيلاً بخروج الألاف من المتضررين بشكل مباشر من تداعيات الجائحة ، بينما فضل البعض الإرتكان لصمت القبور لعل الزمان يأتي برصيد او جديد .
مراكشي توقف عن العمل يعرض أعضاءه للبيع .
إن كان الممثل القدير حسن الفد قد أبدع في سلسلة ” الطوندونس ” في إبتكار حلقة فريدة من نوعها لمناقشة موضوع بيع الأعضاء البشرية ، فإن واقع الحال في مدينة مراكش يؤكد أن بعض المواطنين تمكن منهم الزمان ، و باعوا بالفعل كل ما يملكون من أثاث أو لوازم منزلية ، و لم يتبقى لهم سوى بيع أعضاء من أجسادهم لعل ذلك ينقذ ما تبقى من الجسم ، أو ينقذ باقي أفراد الأسرة ، أحد المراكشيين عرض بالفعل عبر صفحته في الفايسبوك بيع أحدى كِليته و بثمن تفضيلي ، أحد أصدقاءه عبر فيما بعد على أن الحاجة الملحة هي التي دفعت الى التفكير في هذا النوع من الحلول.
دعم السياحة كذبة صدقتها الحكومة
أمين و سمير عاملين في مطبخ بإحدى الفنادق المصنفة بالحي الشتوي بمدينة مراكش توقفا عن العمل ، الإثنين معاً يشتغلان في القطاع المهيكل ، و على الرغم من ذلك فإن امين يشتغل بشكل مباشر مع الفندق بينما سمير يشتغل مع شركة للمناولة ، تبعاً لذلك تمكن أمين من الإستفادة من دعم لجنة اليقظة بينما سمير لم يتمكن من ذلك ، لهذا السبب يحتج المئات من أمثال ” سمير ” امام منذوبية السياحة هذه الأيام ، و مطلبهم وحيد و أوحد المساواة مع صديقهم في العمل المسمى ” أمين “.
في الجانب الاخر يتساءل مجموعة من المتوقفين عن العمل بسبب إجراءات اتخدتها الحكومة أو فوضت أمر إتخادها للولاة و العمال ، أين ضاع حقهم في التعويض ؟ أعرف منهم صانع الفرجة بساحة جامع الفناء ، و “نقاشات الحنا” ، و فنانون يشتغلون بالمسارح المغلقة ، و عمال المتاحف و العمال الموسميين في حدائق المنارة و أمامها من بأحد الصور مع الجِمال ، و قبل ذلك عمال في المطار بالالاف ، منهم تجار و منهم تقنيون و حاملي الأمتعة ، الصانع التقليدي و التاجر في أسواق المدينة المغلقة ، عمال المئات من الملاهي الليلية و المطاعم المغلقة و التي توزع المشروبات على ” غير المسلمين ” ، عمال شركات الحراسة ، و أيضا الندل و المستخدمين في قطاع الافراح و المناسبات ، موسيقيين و نݣافات و فرق فلكلورية ، عمال النقل السياحي ، و سيارات الأجرة و العمال الموسميين في ملاعب القرب الرياضية … إلخ مع الإعتذار ممن لم أتذكر معاناته أثناء كتابتي للمقال.
أليس دعم السياحة كذبة أطلقها ببراعة رئيس الحكومة و وزير الشغل و وزيرة السياحة ؟ و إن صدقها الإعلام الوطني فواقع الحال يؤكد مما لا شك فيه أن حبل الكذب قصير و ان دعم السياحة لا يكون هكذا عبر مهدئات و أقراص الألام ، بل عبر التفكير في كل المتضررين دون إستثناء .
6 أشهر عجاف لمدينة مراكش
المدينة الوحيدة التي طالها قرار الإغلاق منذ 13 مارس هي مدينة مراكش ، و قد تكون المدينة الوحيدة في العالم لا فقط في المغرب ، ممنوع الدخول و ممنوع الخروج إلا لغاية ملحة و بترخيص من السلطات هو قرار نال من هذه المدينة مع تعدد البلاغات و مصادرها ، منع منها و إليها السفر ، مع التساهل في تطبيق القانون في بعض الاحيان ، كلها قرارات مازالت دون سياسة حقيقية لتعويض المتضررين من تداعيات هذه القرارات ، فقط مسؤول يقرأ أرقام الإصابات و الوفيات و يقرر كتابة ” إغلاق مراكش ” ، فتغلق الحدود الجوية و البرية و يطلب من الناس النوم باكراً في مدينة لم تكن تنام .
6 أشهر متتالية بقرارات لم تجعل المدينة تتحكم في الوضع الوبائي ، بل تضاعفت الارقام و تفاقمت الوضعية ، 6 أشهر لم تأتي بجديد يذكر سوى تفقير أبناء المدينة و تشريد عائلات و زيادة عدد دعاوي الطلاق في المحاكم ، 6 أشهر و مازال العداد يحصد الأيام دون تصور واضح المعالم لمستقبل المدينة و دون الجواب عن أسئلة لا من طرف رئيس الحكومة و لا من طرف وزيرة السياحة ، التي جاءت و يا ليتها لم تأتي.
أهي إذا مؤامرة على مراكش ؟ اهو عقاب على طيبوبة ساكنة هذه المدينة ؟ اهو جزائنا على إنتخابنا لمسؤولين لم نجدهم في أيام ” الحزة ” مع إستثناءات لن تغير من هول القاعدة؟
#مراكش_تختنق
#save_marrakech
التعليقات مغلقة.