التعليم العالي يسائل العقل المغربي الكامل من أجل إنقاده

الانتفاضة

يقف العقل حائرا وعاجزا على استعاب وتفسير ما يجري داخل جامعتنا من استهتار ولا مبالاة،فيكفي للمرء أن يتجول داخل الفضاء الجامعي لدقائق معدودة،ليكتشف حجم المعانات التي تتخبط فيها الجامعة المغربية؛فلغة العبثوالعشوائية هما العنوان السائد،الزبونية والمحسوبية والبيروقراطية …شعارها.وهذا الوضع المزري تتاقسمه جل الجامعات.

الكل يعلم أن الفضاء الجامعي؛هو فضاء لاكتساب العلم والمعرفة وتبادل الخبرات والتجارب ببن الاساتذة والطلبة من جهة،وبين الطلبة أنفسهم من جهة ثانية والنتيجة هي خدمة الوطن،والمساهمة في تطوير المجتمع والرقي به الى المجتمعات الواعية. لكن على ما يبدو أن القائمين على قطاع التعليم العالي ببلادنا سائرين في سياسة اللامبالاة في التعامل مع مجموعة من القضايا التي تؤرق الجامعة المغربية،بل  أصبح هذه الأخيرة حقل التجارب الفارغة من كل محتوى،وفي كل مرة يأتون بوصفة تهدر من أجلها الملايير،والحال هو هو.مع الأسف نجد بعض المسؤولين لا يهمهم إلا تهافت على المناصب السامية والتعوبضات السمينة؛ اخذين بالمقولة التي تقول: (انا ومن بعدي الطوفان).

ومع كل دخول جامعي جديد يتجدد السؤال حول الاصلاح الجامعي، والذي ظل حبر على ورق ولم يظهر له اثر إلا في تصريحات بعض المسؤولين،باستثناء إصلاحات شكلية لا تغير من الواقع المرير اي شئ وغير قادرة على انقاد الجامعة المغربية من المعاناة التي عمرت  لسنوات. و ابرزها عائق حقيقي يواجه الجامعة هو الاكتظاظ الذي يحد من المردودية التعليمية التعلمية،وهذا الى السياسات الفاشلة وعدم وضوح الرؤية بل غياب ارادة الاصلاح.

وهنا نتساءل ونسأل من له المصلحة في تخريب الجامعة؟،وجعلها فضاء الصراع الأيديولوجي والطائفي و الحزبي والحسابات الضيقة،والبيع والشراء،والجنس مقابل النقط…وهذه المبيقات هي التي تجعلب  جامعتنا  تحتل أدنى المراتب،في المقابل هناك الجامعات توجد في بلدان تعرف الحروب والصرعات تتقدم  علينا في الترتيب، وخير دليل الجامعات العراقية والسورية حسب ما أصدره التقرير الاخير من طرف بعض الجهات المتخصصة في تقييم الجامعات العالمية.

إلى أين نحن ذاهبون بهذه السلوكات المشينة؟.

كان من المفروض ان تلعب الجامعة  دورها الحفيقي كقاطرة للتنمية  وحلقة الوصل بين الطلبة وسوق الشغل، لكن السياسات الفاشلة  أنتجت ولازالت تنتج العاطلين والمعطلين،وخير دليل على ذلك هي  الإحتجاجات المعطلين التي تعرفها مجموعة من المدن ،وقبة البرلمان شاهدة على المعانات الألاف منهم.وهذه الصورة تضر الوطن وتشوه صورته أمام العالم. وأمام هذه الوضعية الصادمة تجعلنا نقول ان التعليم الجامعي فشل فشلا ذريعا في وضع إستراتجية حقيقية للنهوض به ووضعه في السكة الصحيحة.

إلا صلاح الجامعي يتطلب الجرأة ونكران الذات ومصلحة الوطن هي العليا،ووضع برامج ومناهج تعليمية محكمة  تساعد خريجي الجامعة على الولوج لسوق الشغل واستفادة الوطن من خبراتهم، لا الخريجين عالة على أسرهم.ففي كل مرة نسمع عن الاساتذة الجامعيين  يتكلمون عن ضعف مستوى الطلبة،وعدم رغبتهم في دراسة.لكن السؤول المحير هو: لماذا البعض من هؤلاء الطلبة عندما يذهبون الى الجامعات الاجنبية قصد إستكمال مسارهم الدراسييتفوقون، بل نجدهم، كأطر  في كبريات المؤسسات العالمية، ويضرب لهم الف حساب؟،اذن؛ المشكل ليس في الطلبة،بل في …

كفى من تحقير أبناء هذا الوطن.

فدول التي تحترم نفسها وتعرف قيمة الانسان،تعمل باستمرار على تحسين جودة التعليم خاصة التعليم العالي الذي يساهم في تكوين اطر الغد لقيادة البلاد الى مصاف البلدان المتقدمة،وتسخير كل الامكانيات لذلك مع نكران الذات التي تنقص العقل العربي.

ليعلم مسؤولي هذا الوطن لا إصلاح ولا تقدم في ظل انهيار التعليم وقتل الكفاءات المغربية.

خالد الشادلي

التعليقات مغلقة.