كواحد من متتبعي برنامج “صوت المواطن” والذي كانت تبثه الى عهد قريب اذاعة خاصة والذي شكل نقطة مضيئة في خريطة من البرامج الجهوية والمحلية بجهة مراكش ولحظة فارقة من خلال طريقة تناول المواضيع التي هندس اخراجها الاعلامي المقتدر الدكتور مصطفى غلمان والتي تعتمد في منهجيتها على المباشر ودون مقص الرقيب وبساطة لغة الحوار وعفويتها وصدقية الاحداث ووثوقيتها. لان قاعدته الصلبة ومادته الخام من مشاكل عامة الناس ومختلف مشاربهم وانتماءاتهم. لم يتخل لحظة عن هموم الناس واكب الاحداث بشكل استباقي وبالجراة المطلوبة.لقد شكل فرصة للكشف عن اختلالات بنيوية في بعد علاقاتنا السوسيولوجية ورصد تعفن الادارة وتواطاها وفي احيان اخرى مبادراتها . وسلبية اجهزة السلطة وتقاعسها وفي احايين اخرى نبلها ويقظتها. سلط الضوء على كل نبض شارد او حاضر بحرفية قل نظيرها . زاوج بين التشخيص والتاطير. فتح نوافذ للتعبير وابداء الراي واختلاف وجهات النظر. بعدما اغلق بعض المسؤولين ابوابهم للحوار. دبر التدافع والتقاطب بذكاء وحس عالي من المسؤولية. المكتب القابع في عمارة بالشارع الرئيسي محمد الخامس اصبح محجا لمختلف المرتفقين من قضايا على طاولة القضاء الى ملفات تهم قطاعات حيوية الى ملتمسات مساعدات انسانية تخلت عنها اجهزة الدولة للقيام بواجبها فتدخل المحسنون اصحاب القلوب الرحيمة لثقتهم في البرنامج وصاحبه ليوقفوا نزيف المعاناة بعدما تخلى الكل عن دوره. افتحوا النوافذ…! فعلى قلتها لم يعد هناك امكانية للتضييق الزائد. الجهة تفقد بهذا الاجراء اللامسؤول شريحة واسعة من الاوفياء للبرنامج بعد عملية الاغلاق كنا نتوقع ان تحدث فرص اخرى توسع من دائرة البرامج الهادفة لاقرصنتها اوحذفها لقد اصبنا بالحزن والاسى بعد فقدان الاعلامي المقتدر عبد العزيز لبحر وما ادراك ماالبحر.الذي كان مبدعا في انعاش ذاكرة مراكش وثقافة الحومة لقديمة والتي يبدو ان بعض المتطفلين على الثقافة الشعبية يستغلونها مدعين الدفاع عنها. الذاكرة الشعبية لها روادها معروفين وهذا موضوع اخر يحتاج لنقاش اخر. “صوت المواطن ” بصمة يصعب مسحها من ذاكرتنا لان نجاح هذا البرنامج اكتملت فيه مكونات ومعطيات يصعب تفكيكها او ترميمها .فالحفاظ عليها اولى من اي سيناريو اخر. لانه بكل بساطة لن يحتل مكانه او يعوضه بديل اخر.
التعليقات مغلقة.