الانتفاضة/ نبيل الخافقي
لم أكن أتصور يوما وأنا من جيل استهلك بشكل كبير صورة سعيد زدوق الذي قدم لأزيد من 30 سنة البرنامج الرياضي على القناة الأولى ” إ ت م” ” العالم الرياضي ” هذا البرنامج الذي كنا ننتظره بشغف كبير لتجود علينا دار لبريهي بلقطات عانينا كثيرا قبل التلفزيون الملون أن نفرز بين اللاعب والظل الذي كان من عيوب النقل التلفزي، واللقطات المقززة المهيجة للمشاعر آنداك، والتي يجود علينا بها البرنامج.
وبين هذا ذاك ترسخت في عقولنا وذاكرتنا صورة المقدم التلفزي سعيد زدوق بعمق التحليل ورزانة التقديم، وحتى عندما ولجت الميدان الصحفي الذي قضيت فيه لحد الساعة 26 سنة بين المكتوب والمسموع والمرئي لم أعاين مثل هذا الموقف، والمناسبة ندوة حفل اختتام الملتقى الأول لمدينة آسفي المنظم من طرف الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، حيث قدم سعيد زدوق مداخلة حول ” دور الإعلام الرياضي الجهوي في التنمية ” وياريت لم يقدمها لأحتفظ بالصورة نفسها، لكن ما جاء في مداخلةزدوق جعلتني أتساءل كيف لإعلامي جعلته القناة الأولى وجها معروفا أن يسقط في هذا المستوى من التحليل المطبوع بالسطحية والمحدودية والفقر المدقع في المعلومة؟ وكيفية صياغتها والله لظل فمي مفتوحا طيلة المداخلة، وأنا لا أصدق ما يتحدث عنه سعيد زدوق …
صاحبنا وصف الصحافة الرياضية بكونها ليست مهنة المتاعب، وإنما هي للمتعة والسبب ياسادة ياكرام حسب الزميل زدوق وبفكر سطحي جدا أن الصحافي الرياضي في نهاية الأسبوع يتواجد بملاعب كرة القدم، وفي هذه الملاعب مقصورات للصحافة ويتابع المباراة ثم يغادر، و زاد قائلا الصحافة الرياضية فيها التنقلات والسفريات ولا يرى أن صحفي ينتقل إلى هيلسنكي لتغطية رياضة ” الباتناج” لا يمكن إلا أن يكون مستمتعا، والواقع أن السي سعيد يبدو أنه استعرض وضعيته في القناة الأولى، ربما هو استمتع برحلاته وخرجاته وسفرياته لكن أن تضع كل البيض في سلة واحدة فهذا أمر غير منطقي بثاثا … كيف أن الصحافة الرياضية ليست مهنة المتاعب ففي الوقت الذي انتظرنا من زدوق أن يتحدث عن الصحافة الرياضية بطريقة عميقة بعيدة عن السطحية، وغياب الإلمام خاصة من شخص مساره الإعلامي حوالي أربعين سنة اختزل الصحافة الرياضية في حضور مباريات كرة القدم، ونقلها وكتابة مقالات ” هذا سجل وهذا ضيع ضربة جزاء …” مؤسف بل مخجل أن نعاين من اعتبرناه بل نؤمن بكونه منظرا أن تكون مداخلته بهذا المستوى .
اسي سعيد كيف تختزل الصحافة الرياضية في كرة القدم ؟ ألا تعلم أن الصحافة الرياضية هي مهنة المتاعب وبماذا تفسر كشف الصحافة الرياضية لفضائح العضر . فضائح الفيفا، التلاعب في المباريات بالدوري الإيطالي … قضية برلسكوني رئيس اس ميلان ووو . ثم أين هي الأجناس الصحفية الأخرى ” التحقيق” ” الاستطلاع” ” العمود التحليلي” وغيرها من الأجناس الصحفية التي تجعل الصحافة الرياضية آلية من آليات كشف الأعطاب والفضائح والمشاكل ومحاربة الفساد و الأمراض التي تعيشها الرياضة المغربية ” سماسرة كرة القدم المغربية ” ” المنشطات ومروجوها في الرياضة المغربية” ” المدربون ومن يعينهم …” والقائمة طويلة … ثم الصحافة الاستقرائية وغيرها … والغريب في الموضوع اعتبر زدوق أنه في ظل التكنولوجيا الحديثة كل المواطنين أصبحوا صحافة وهذا مؤسف من صحافي مخضرم … الصحفي صحفي والمواطن مواطن والمعلومة حق الجميع لكن الصحافة مهنة أولا وأخيرا لها ضوابطها .
الصحافة الرياضية اليوم لم تعد مختزلة في النتيجة والتوقيت، ومباريات كرة القدم كنا ننتظر منك مداخلة بعيدة عن السطحية والفقر في المعلومة تليق بالصورة التي استهلكها المشاهد عبر القناة الأولى التي تأخد من جيوب المواطنين، كنا نود أن يكون حتى النقاش والحوار أكثر فعالية في ندوة عنوانها كبير لم يترجم على أرض الواقع … انتظرنا من سعيد زدوق أن يكون مقنعا بإضافات ومعلومات وحقائق لا يمكن أن يقدمها سوى صحفي محنك لكن مع الأسف مداخلة فقيرة جدا صحيح أنها كانت مرتجلة وبدون ورقة لكن الرؤية وزاوية المعالجة كانت محدودة .
” في كل العلوم تأتي الأخطاء قبل الحقيقة ، وهذا أفضل من أن تأتي في النهاية!.”
الله غالب
التعليقات مغلقة.