بعد فشل المخططات التي تبنتها الدولة من أجل تنمية الوسط القروي اقتصاديا و اجتماعيا و بيئيا ، وعدم تحقيق أية نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع، ينتقل الفشل حاليا لعدم ضبط الدولة للسلوكيات المشينة من طرف مراهقين يتحرشون بالفتيات ، حتى أصبحت هذه الظاهرة تهدد سلامة التلميذات بالوسط القروي ، فمحاولة هتك اعراضهن و اغتصابهن حتم على مجموعة من أمهات و آباء و أولياء التلميذات إنهاء المسار الدراسي لعدد كبير من التلميذات بالدوائر القروية، الأمر الذي ارتفعت معه نسبة الهدر المدرسي و أصبحت الأمية داخل الوسط القروي والانقطاع عن الدراسة إحدى أهم الاختلالات الكبرى التي يعاني منها النظام التعليمي في المغرب، إذ تصل نسبتها إلى نحو 40% حسب الإحصاءات الرسمية، بما مجموعه نحو 9 ملايين مغربي، بينهم أكثر من مليون طفل يتراوح عمرهم بين 9 و14 سنة خارج المدرسة، لا يعرفون القراءة والكتابة، ناهيك عن قرابة 370 ألف طفل آخرين ينقطعون و يغادرون المدرسة سنويا اما الإحصائيات الأخيرة، فقد بلغ عدد حالات الهدر المدرسي في السلك الابتدائي، من التلاميذ المسجلين الذين انقطعوا عن الدراسة، 216 ألفا و176، وعدد الإناث منهم 114 ألفا و 674، في حين، وصل مجموع معدل الهدر المدرسي إلى 5.6 في المائة، بنسبة 6.8 في المائة من الإناث و لا شك ان إنتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات بالوسط القروي ستكون سببا في إرتفاع نسبة الهدر المدرسي للفتيات اذ يجب على الدولة و كافة الأطراف المعنية والجهات والهيئات و المنظمات و الجمعيات التدخل لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت آفة خطيرة تهدد مستقبل النظام التعليمي برمته ، خصوصا بعد ان أيقنت الدولة المغربية ان التعليم عنصرا فاعلا في رقي الأمم وعاملا حاسما في التقدم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وهو كذلك شرط من شروط المواجهة الحضارية مع تحديات الحاضر والمستقبل لا يجب ان يتوقف بسبب ظاهرة التحرش بالفتيات ،فمن واجب على وزارة التربية الوطنية تطوير وتعميم التعليم و خلق شروط ملائمة لولوج التلاميذ القرويين ولاسيما الفتيات الى التعليم مع تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التمدرس في جميع مستويات النظام التربوي .
التعليقات مغلقة.